الاثنين 13 ذو القعدة 1445 هـ
20 مايو 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-53، كتاب الوضوء، الحديث 192و193و194و195و196و197و198و199و200   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-52، كتاب الوضوء، الحديث 187و188و189و190و191   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-51، كتاب الوضوء، الحديث 183و184و185و186   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-50، كتاب الوضوء، الحديث 176و177و178و179و180و181و182   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)      

تفسير سورة التوبة 7-12

تفسير سورة التوبة 7-12

{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)}

{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ} أي: لا يكون لهم عهد عند الله ولا عند رسوله وهم يغدرون وينقضون العهد، لا ينبغي هذا أن يكون، ثم استثنى فقال جل وعلا {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} قال قتادة: هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وقيل غير ذلك. قال الله تعالى: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ} أي: على الوفاء بالعهد فلم ينقضوه {فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} على الوفاء بالعهد أنتم أيضاً ولا تنقضوه

{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} الذين يوفون بعهدهم.

قال ابن كثير: وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك والمسلمون.

استمر العقد والهدنة مع أهل مكة من ذي القَعدة في سنة سِتٍ إلى أن نقضت قريشٌ العهد، ومالؤوا حلفاءَهم، وهم بنو بكر على خزاعة أحلافِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتلوهم معهم في الحرم أيضاً، فعند ذلك غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثمانٍ ففتح الله عليه البلد الحرام، ومكنه من نواصِيهم- ولله الحمد والمنة - فأطلق من أسلم منهم بعد القهر والغلبة عليهم، فسموا الطلقاء، وكانوا قريباً من ألفين.

ومن استمر على كفره وفر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث إليه بالأمان والتسيير في الأرض أربعة أشهر يذهب حيث شاء، ومنهم صفوان بن أمية وعكرمةُ بن أبي جهل وغيرُهما، ثم هداهم الله بعد ذلك إلى الإسلام التام، والله المحمود على جميع ما يقدره ويفعله. انتهى

{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8)}

{كَيْفَ} يكون لهم عهد عند الله {وَ} هم {إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} إن كانت لهم القوة عليكم ويظفروا بكم {لَا يَرْقُبُوا} لا يراعوا ولا يحفظوا {فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} لا يرحموكم إن قدروا عليكم ولا يراعوا فيكم رَحِماً وقرابة ولا عهداً.

قال بعض أهل العلم: الإل الرحم والقرابة، والذمة العهد.

قال ابن كثير: يقول تعالى محرضاً للمؤمنين على معاداتهم والتبري منهم، ومبيناً أنهم لا يستحقون أن يكون لهم عهد لشركهم بالله تعالى وكفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم لو ظهروا على المسلمين وَأُدِيلُوا عَلَيْهِمْ لَمْ يُبْقُوا وَلَمْ يَذَرُوا، ولا راقبوا فيهم إلًّا ولا ذمة. انتهى

{يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ} أي: يقولون لكم بألسنتهم ما يرضيكم {وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} أي ما في قلوبهم يرفض ما على السنتهم ولا يطاوعه {وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} خارجون عن طاعة الله، عاصون له، فإن قيل: هذا في المشركين، وكلهم فاسقون الفسق، فكيف قال {وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ}؟ قيل: أراد بالفسق نقضَ العهد هاهنا، وكان في المشركين من وفَّى بعهده، وأكثرهم نقضوا، فلهذا قال: {وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ}.

{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9)}

{اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} يعني امتنعوا عن اتباع آيات الله واستبدلوه بما التهوا به من أمور الدنيا الخسيسة {فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} فمنعوا الناس من الدخول في دين الله {إِنَّهُمْ سَاءَ} بئس {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)}

{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} أي لا يراعون ولا يحفظون في مؤمن قرابة ولا عهداً، لشدة بغضهم وعداوتهم للإيمان؛ فلا تبقوا عليهم أيها المؤمنون كما لا يبقون عليكم لو غلبوا وكانت لهم قوة {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} المتجاوزون لحدود الله، الظالمون.

قال السعدي: "فالوصف الذي جعلهم يعادونكم لأجله ويبغضونكم هو الإيمان؛ فذبوا عن دينكم وانصروه، واتخذوا مَن عاداه لكم عدوا، ومَن نصره لكم وليًّا، واجعلوا الحكمَ يدور معه وجوداً وعدماً، لا تجعلوا الوَلايةَ والعَداوة طبيعية، تميلون بهما حيثما مال الهوى، وتتبعون فيهما النفسَ الأمارةَ بالسوء". انتهى

{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)}

{فَإِنْ تَابُوا} من الكفر {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ} فهم إخوانكم {فِي الدِّينِ} صاروا مسلمين لهم ما لكم وعليهم ما عليكم {وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ} نبين الآيات ونوضحها {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فهم الذين ينتفعون بها.

قال السعدي: "فإليهم سياق الكلام، وبهم تعرف الآيات والأحكام، وبهم عُرف دينُ الإسلام، وشرائعُ الدين.

اللهم اجعلنا من القوم الذين يعلمون ويعملون بما يعلمون، برحمتك وجودك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين". انتهى

{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)}

{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} وإن نقض المشركون الذين عاهدتموهم، إن نقضوا عهودهم {مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ} من بعد ما عاقدوكم، أن لا يقاتلوكم ولا ينصروا عليكم أحداً من أعدائكم {وَطَعَنُوا} قدحوا {فِي دِينِكُمْ} وعابوه {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} رؤوس الكفار وقادَتهم {إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} أي: لا عهود لهم، جمع يمين. أي لا وفاء لهم بالعهد {لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} أي قاتلوهم لكي ينتهوا عن الكفر، وعن الطعن في دينكم والمظاهرة عليكم.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 22 محرم 1445
عدد المشاهدات 237
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق