الاحد 20 شوال 1445 هـ
28 ابريل 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-50، كتاب الوضوء، الحديث 176و177و178و179و180و181و182   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169      

تفسير سورة النساء 52-57

تفسير سورة النساء 52-57

{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}

{أُولَئِكَ} هؤلاء الذين وصف صفتهم أنهم أوتوا نصيباً من الكتاب وهم يؤمنون بالجبت والطاغوت {الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ} أخزاهم وطرهم من رحمته فاستحقوا العذاب {وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ} ومن يطرده الله من رحمته ويستحق عذابه {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} ناصراً ينصره فيدفع العذاب عنه.

{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)}

{أَمْ لَهُمْ} يعني ألهم {نَصِيبٌ} حظ {مِنَ الْمُلْكِ} وهذا على جهة الإنكار، يعني: ليس لهم من الملك شيء، ولو كان لهم من الملك شيء {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ} لا يعطون {النَّاسَ نَقِيرًا} لحسدهم وبخلهم، النقير: النقطة التي تكون في ظهر النواة ومنها تنبت النخلة، أي لا يعطون الناس شيئا لشدة بخلهم.

{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)}

{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} يعني: أم اليهود يحسدون الناس أي محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حسدهم اليهود على النبوة {عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ} أعطاهم {مِنْ فَضْلِهِ} وهي النبوة. يعني بذلك: حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة، ومَنعَهم من تصديقهم إياه حسدُهم له؛ لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل.

{فَقَدْ آتَيْنَا} أعطينا {آلَ إِبْرَاهِيمَ} يعني: أهله وأتباعه على دينه {الْكِتَابَ} يعني: كتاب الله الذي أوحاه إليهم، وذلك كصحف إبراهيم وموسى، والزبور، وغيرِها مما أعطاهم الله تبارك وتعالى من الكتب {وَالْحِكْمَةَ} ما أوحى الله تبارك وتعالى إليهم مما لم يكن كتاباً مقروء {وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} ملك سليمان.

أي لا ينبغي لهم الحسد لمحمد وأصحابه، فإن حسدهم المذكور في غاية القبح والبطلان؛ لأنا قد آتينا وأعطينا من قبل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - آل إبراهيم، الذين هم أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم وأبناء عمه، فكيف يستبعدون نبوته ويحسدونه على إيتائها؟ وقال أهل العم أي كيف يحسدون النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحسدون من قبله ممن آتاهم النبوة كإبراهيم ومن بعده.

{فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)}

{فَمِنْهُمْ} من اليهود {مَنْ آمَنَ بِهِ} يعني: بمحمد صلى الله عليه وسلم، وهم عبد الله بن سلام وأصحابه {وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} أعرض عنه ولم يؤمن به {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} وقوداً، أي وحسبكم أيها المكذبون بما أنزلت على محمد نبيي ورسولي بجهنم سعيرا، يعني: بنار جهنم تُسعَّر عليكم: أي توقد عليكم.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}

هذا وعيد من الله تبارك وتعالى للذين بقوا على كفرهم بما أنزل الله على محمد من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر الكفار برسوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا} إن الذين جحدوا ما أنزلت على رسولي محمد صلى الله عليه وسلم من آياتي، وهي دلالاته وحججه على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يصدقوا به من يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر أهل الكفر به {سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} سوف ندخلهم ناراً، يُصلون فيها: أي يشوون فيها {كُلَّمَا نَضِجَتْ} كلما انشوت بها {جُلُودُهُمْ} فاحترقت {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} غير الجلود المحترقة، فإن قيل: كيف تعذب جلود لم تكن في الدنيا ولم تعصه؟ قيل: يعاد الجلد الأول في كل مرة. وإنما قال: {جلودا غيرها} لتبديل صفتها، كما تقول صنعت من خاتمي خاتما غيره، فالخاتم الثاني هو الأول إلا أن الصناعة والصفة تبدلت، قوله تعالى: {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} فعلنا ذلك بهم ليجدوا ألم العذاب وكربه وشدته، بما كانوا في الدنيا يكذبون بآيات الله ويجحدونها {إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا} إن الله لم يزل عزيزاً في انتقامه ممن انتقم منه من خلقه، لا يقدر على الامتناع منه أحد أراده بضر، ولا الانتصار منه أحد أحل به عقوبة {حَكِيمًا} لا يفعل إلا الصواب، حكيماً في تدبيره وقضائه.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)}

{وَالَّذِينَ آمَنُوا} والذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وصدقوا بما أنزل الله على محمد، من يهود بني إسرائيل وسائر الأمم غيرهم {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وأدوا ما أمرهم الله به من فرائضه، واجتنبوا ما حرم الله عليهم من معاصيه، وذلك هو الصالح من أعمالهم {سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ} سوف يدخلهم الله يوم القيامة جنات، يعني: بساتين {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} تجري من بين أشجارها وقصورها الأنهار {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} باقين فيها أبداً بغير نهاية ولا انقطاع {لَهُمْ فِيهَا} لهم في تلك الجنات التي ذكر صفاتها{أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} من الحيض والغائط والبول والحبل والبصاق، وسائر ما يكون في نساء أهل الدنيا {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} دائماً، لا تنسخه الشمس ولا يؤذيهم حر ولا برد.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 12 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 89
عدد التحميلات 6
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق