الجمعة 18 شوال 1445 هـ
26 ابريل 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165      

تفسير سورة آل عمران 141-145

تفسير سورة آل عمران 141-145

{وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}

{وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: يختبرهم ويمتحنهم، أي وليختبر الله المؤمنين، فيبتليهم بتمكين الكفار من قتل بعضكم، حتى يتبين المؤمن منهم المخلص، الصحيح الإيمان؛ من المنافق {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} يفنيهم ويهلكهم، معناه: أنهم إن قتلوكم فهو اختبار وامتحان لكم، وإن قتلتموهم فهو محقهم واستئصالهم.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)}

{أَمْ حَسِبْتُمْ} أي: أظننتم؟ {أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ} أي: ولم يرالله، هذا يسمى بعلم الظهور وعلم الفعال، كما تقدم، قال ابن أبي زَمَنين: قد علم الله قبل أمرهم بالقتال من يقاتل ممن لا يقاتل، لكنه كان يعلم ذلك غيباً؛ فأراد الله العلم الذي يجازي عليه، وتقوم به الحجة؛ وهو علم الفعال {الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} يعني الصابرين عند القتال على ما ينالهم في سبيل الله من جروح وألم ومكروه، أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلُوا، ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله، والصابرين على مقاومة الأعداء.

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143)}

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} أي لقاء العدو الذي هو سبب الموت في سبيل الله {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ} وذلك أن قوما من المسلمين تمنوا يوما كيوم بدر فيقاتلوا العدو فيه ويستشهدوا في سبيل الله؛ فأراهم الله يوم أحد {فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ} يعني: رأيتم لقاء العدو {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} فَلَمَّا كان يوم أحد فر من فر منهم، فعاتبهم الله عَزَّ وَجَلَّ على ذلك.

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (144)}

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ} أي قد مضت {مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} فهو مثلهم يموت كما ماتوا، فيقول الله تبارك وتعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معاتباً من أصابه الخوف والجزع حين قيل لهم بأحد: إن محمداً قتل، ومقبحاً فعل من انصرف منهم عن عدوهم وانهزم عنهم {أَفَإِنْ مَاتَ} محمد صلى الله عليه وسلم أيها القوم لانقضاء مدة أجله {أَوْ قُتِلَ} أو قتله عدوكم {انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} أي: رجعتم إلى دين الكفر، وارتدتم عن دينكم {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} أي ويرتد عن دينه، يقال لمن كان على شيء، ثم رجع عنه: انقلب على عقبيه. {فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا} بارتداده وإنما ضر نفسه {وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} وسيثيب الله من شكره على توفيقه وهدايته، وثبت على منهاجه، وتمسك بدينه وملته، قبل أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم وبعده. قال أهل العلم: الشاكرين: الثابتين على دينهم: أبا بكر وأصحابَه. انتهى.

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)}

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ} وما يموت محمد ولا غيره من خلق الله {إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ} إلا بعد بلوغ أجله الذي جعله الله غاية لحياته وبقائه، فإذا بلغ ذلك من الأجل الذي كتبه الله له وأذن له بالموت فحينئذ يموت، فأما قبل ذلك فلن تموت بكيد كائد ولا بحيلة محتال، ولو اجتمع عليه من في الأرض جميعاً ما قتلوه إلا بعد أن يأذن الله تبارك وتعالى {كِتَابًا مُؤَجَّلًا} أي: كتب لكل نفس أجلاً، أي مدةً ووقتاً يموت فيه، لا يقدر أحد على تغييره وتأخيره {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} يعني: من يرد بطاعته الدنيا ويعمل لها نؤته منها أي نعطه منها، يعني: من الدنيا؛ ما يكون جزاء لعمله، يريد نؤته منها ما يشاء، مما قدرناه له، كما قال: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: 18]، ثم لا نصيب له في الآخرة {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} أي أراد بعمله الآخرة، نعطه من الآخرة أي ما أعد الله لأهل طاعته من كرامة في الآخرة، قال أهل العلم: «أي فمن كان منكم يريد الدنيا ليست له رغبة في الآخرة، نؤته ما قُسم له منها من رزق، ولا حظ له في الآخرة، ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ما وعده مع ما يجرى عليه من رزقه في دنياه. انتهى {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} أي المؤمنين المطيعين. قال أهل العلم: أي ذلك جزاء الشاكرين، يعني بذلك إعطاء الله إياه ما وعده في الآخرة مع ما يجري عليه من الرزق في الدنيا. انتهى

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 134
عدد التحميلات 7
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق