الخميس 5 ربيع الاول 1447 هـ
28 اغسطس 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-106 كتاب الصلاة، الحديث 496و497و498و499و500و503,502,501   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-105 كتاب الصلاة، الحديث 493و494و495   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 13 الحديث 58و59و60و61و62و63و64و65و66و67و68و69   المقالات: الشام في عهد عمر بن الخطاب   المقالات: الشام في عهد أبي بكر الصديق   المقالات: تاريخ الشام من البعثة النبوية   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 105-111 (آخر السورة)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-104 كتاب الصلاة، الحديث 483و484و485و486و487و488و489و490و491و492   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 43-104   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-103 كتاب الصلاة، الحديث 477و478و479و480و481و482      

تفسير سورة آل عمران 185-186

تفسير سورة آل عمران 185-186

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} يخبر تعالى إخبارا عاما يعم جميع الخليقة بأن كل نفس ذائقة الموت، كقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ} أي: وإنما تعطون جزاء أعمالكم كاملًا، وافيًا {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إن خيرا فخير، وإن شرا فشر {فَمَنْ زُحْزِحَ} نحي وأزيل وأبعد {عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي: حصل له الفوز العظيم؛ فقد نجا من العذاب الأليم، ودخل جنات النعيم، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} أي العيش فيها {إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} المتاع كل ما يستمتع به، يعني منفعة ومتعة، ثم يزول ولا يبقى؛ فلا تنخدعوا بها، قال قتادة: هي متاع متروكة يُوشِك أن تضمحل بأهلها، فخذوا من هذا المتاع بطاعة الله ما استطعتم. والغُرور: الخداع الزائل.

{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}

{لَتُبْلَوُنَّ} لتُختبَرُن ولتمتحَنُن {فِي أَمْوَالِكُمْ} بالجوائح والعاهات والخسران والنفقات الواجبة {وَأَنْفُسِكُمْ} بالأمراض والموت وفقد الأحبة، قال عطاء: هم المهاجرون أخذ المشركون أموالهم ورِباعَهم وعذبوهم، وقال الحسن: هو ما فرض عليهم من أموالهم وأنفسهم من الحقوق؛ كالصلاة والصيام والحج والجهاد والزكاة {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} يعني: اليهود والنصارى {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} يعني: مشركي العرب {أَذًى كَثِيرًا} من السب والطعن وغير ذلك مما يؤذِيكم {وَإِنْ تَصْبِرُوا} على أذاهم {وَتَتَّقُوا} الله بطاعته واجتناب معصيته {فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} قيل من حق الأمور وخيرها، وقال عطاء: من حقيقة الإيمان. وقال الطبري: فإن ذلك الصبر والتقوى مما عزم الله عليه وأمركم به. انتهى

وقال ابن عثيمين: أي من الأمور المعزومة التي تحتاج إلى عزم وإلى همة وإلى مكابدة؛ لأنها شاقة على النفس. انتهى

أخرج البخاري في صحيحه عن أُسَامَةَ بْن زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ فمَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ.. فذكر أذيت عبد الله بن أبي للنبي صلى الله عليه وسلم والمشركين واليهود.. إلى أن قال: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ المُشْرِكِينَ، وَأَهْلِ الكِتَابِ، كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] الآيَةَ، وَقَالَ اللَّهُ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة: 109] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَأَوَّلُ العَفْوَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا، فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ صَنَادِيدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ، فَبَايَعُوا الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَأَسْلَمُوا. انتهى

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 1522
عدد التحميلات 15
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق