السبت 12 شوال 1445 هـ
20 ابريل 2024 م
جديد الموقع   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161      

الأجوبة الرملية على الأسئلةالإسكندنافية الجزءالرابع

الجزء الثاني من المجموعة الثانية

السؤال الثالث والثلاثون
ما صحة هذه الأحاديث : (الجنة تحث أقدام الأمهات ) وحديث ( الرايات السود تخرج من المشرق ) وحديث (( اليمين الكاذبة تذر الديار بلا قاع )) وما معنى بلا قاع ؟ وجزاكم الله خيرا

حديث " الجنة تحت أقدام الأمهات " ؛ ضعيف ، جاء من حديث أنس وابن عباس بهذا اللفظ

ومن حديث معاوية بن جاهمة السلمي بلفظ : " هل لك من أم " ، قال : نعم ، قال " فالزمها فإن الجنة تحت رجليها " . أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما ، وقد بين ضعفها السخاوي في " المقاصد الحسنة " .

وأما حديث " الرايات السود تخرج من المشرق" ؛ فأخرجه أحمد وابن ماجه وغيرهما عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان ، فائتوها ، فإن فيها خليفة الله المهدي " . وهو ضعيف . قال فيه الذهبي في الميزان ترجمة على بن زيد بن جدعان : " أراه منكرا " . وانظر "الموضوعات" لابن الجوزي (2/38) .

وحديث : " اليمين الكاذبة تذر الديار بلاقع " ؛ أخرجه البيهقي في سننه عن أبي هريرة ، بلفظ : " واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع " . وقال : والحديث مشهور بالإرسال . انتهى

فهو ضعيف . انظر التلخيص الحبير ( 3/491 ) .

وبلاقع : جمع بلقع ، وهي الأرض القفراء التي لا شيء فيها .


السؤال الرابع والثلاثون
هل يجوز أكل لحم الخنزير في حالة الضرورة ، وما هي الضرورة التي يجيز لنا الشارع فيها أكل الميتة ؟

يجوز أكل لحم الخنزير عند الضرورة ، والضرورة التي تبيح أكله هي الضرورة التي تبيح أكل الميتة ؛ وهي أن يخشى الآكل على نفسه الهلاك إن لم يأكله أو الضرر الشديد الذي لا يطيقه .

هذا إذا كانت ضرورته لا تزال إلا بأكل لحم الخنزير ، ويأكل منه بقدر ما يزيل ضرورته فقط .

 السؤال الخامس والثلاثون
ما هي صفات الملكين حينما يأتيان لسؤال الميت في القبر؟وجزاكم الله خيرا

جاء في وصفهما في رواية صحيحة عند أحمد ؛ أنهما شديدا الانتهار ، وفي رواية عند الترمذي ؛ أنهما أسودان أزرقان وأن اسم أحدهما منكر والآخر نكير . حسنها الترمذي والألباني رحمهما الله ولها شاهد عند ابن أبي شيبة ، وفي هذا الشاهد زيادة : جعدان ، وهي ضعيفة لجهالة حال تميم بن غيلان . وفي رواية عند عبد الرزاق : " يطآن في أشعارهما ويحفران بأنيابهما " ، وهي ضعيفة فيها انقطاع بين محمد بن قيس وأبي الدرداء ، وفي رواية عنده : أتياك يحفران بأنيابهما ويطآن في أشعارهما أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها . وهي ضعيفة لأنها معضلة ، ولها شواهد من حديث عمر وأنس والبراء ، ولكنها لا تصح ، وفي رواية عند الطبراني في الأوسط : أعينهما مثل قدور النحاس ، وهي من مناكير ابن لهيعة .

السؤال السادس والثلاثون
كيف نجمع بين خشية الله ومحبة الله ؟

لا تعارض بينهما ، هما عملان قلبيان يجتمعان في محل واحد ، تحبه ؛ لإنعامه عليك بأنواع النعم ، ولإحسانه ، ولأنه يستحق الحب ، وتخافه ؛ لعدله وشدة عقابه ؛ كما أخبر عن نفسه سبحانه .

قال بعض السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري - أي: من الخوارج - ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن مُوحِّد .

وقال شيخ الإِسلام في رسالة العبودية : والعبادة أصل معناها الذل أيضًا يقال: طريق معبد أي كان مذللا قد وطئته الأقدام.

لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء، بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله، وكل ما أحب لغير الله فمحبته فاسدة، وما عظم لغير الله فتعظيمه باطل ، فهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ومقلب قلوبهم ومصرف أمورهم لا رب لهم غيره....انتهى


السؤال السابع والثلاثون
كيف ننزه الله عن شيء وصف به نفسه المقدسة ؟ وجزاكم الله خيرا

الله سبحانه لا يصف نفسه بما فيه نقص حتى ننزهه عنه ؛ وما توهمته بعض عقول الناس فلا عبرة به ، العبرة بالدليل الصحيح والفهم الصحيح ؛ على المعنى الذي فهمه عليه السلف الصالح .


السؤال الثامن والثلاثون
من المعلوم أن أهل السنة لا يُدخلون الأشاعرة في مصطلح : أهل السنة و الجماعة إلا في الإطلاق العام فما وجه الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة ؟ ولماذا نصلى خلفهم إذا كان الأشاعرة ليسوا من أهل السنة ، أليس هذا من تفريق وحدة المسلمين ؟ أجيبونا أثابكم الله

لا شك أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة ، لأن أهل السنة هم الذين يعظمون الكتاب والسنة ولا يعارضونهما بالأوهام العقلية ، ولا يستحق أن ينسب إلى السنة والجماعة إلا أهلها الذين يعظمونها ويجتمعون عليها . وأما الأشاعرة فيعظمون العقل ويجعلونه حاكما على الكتاب والسنة ومقدما عليهما ، فيقدمون الأوهام العقلية على النقل .

والأشاعرة يخالفون أهل السنة في مسائل كثيرة في العقيدة في الإيمان والقدر وتوحيد الإلهية و توحيد الأسماء والصفات ؛ فهم ينفون عن الله ما أثبت لنفسه من الصفات استدلالا بأدلة ظنوها أدلة عقلية صحيحة عارضوا بها أدلة الكتاب والسنة ، وأهل السنة يثبتون لله ما أثبت لنفسه من أسماء وصفات استدلالا بالكتاب والسنة وعلموا أن العقل الصريح لا يخالف السمع الصحيح بل يصدقه ويوافقه .

قال قوام السنة في الحجة في بيان المحجة : " فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل ؛ فإنهم أسسوا دينهم على المعقول ، وجعلوا الاتباع والمأثور تبعاً للمعقول ، وأما أهل السنة ؛ قالوا : الأصل في الدين الاتباع والمعقول تبع ، ولو كان أساس الدين على المعقول لاستغنى الخلق عن الوحي ، وعن الأنبياء ، ولبطل الأمر والنهي ، ولقال من شاء ما شاء ، ولو كان الدين بني على المعقول لجاز للمؤمنين أن لا يقبلوا شيئاً حتى يعقلوا ..." .

والأشاعرة من المسلمين ؛ ولكنهم من أهل البدع لا من أهل السنة .

والصلاة جائزة خلف كل مسلم .

وأما وحدة المسلمين فيجب أن تكون على الكتاب والسنة ؛ لا على الشركيات والبدع كما سيأتي .

السؤال التاسع والثلاثون
هل الأخذ من اللحية من المعاصي ؟ وما حكم من أخذ من لحيته ويحتج بقول ابن عمر رضي الله عنهما ؟

اختلف أهل العلم في جواز الأخذ من اللحية ، والصحيح أنه يجوز الأخذ منها بقدر القبضة فقط ؛ لأنه عمل أكثر من واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وعملهم هذا يدل على الجواز .

السؤال الأربعون
 ما هو الضابط الشرعي في لباس المرأة ، وخاصة هنا في بلاد الكفر ؟

الضابط فيه أن يكون ساترا لجميع بدنها ، وأن يكون فضفاضا لا يصف حجم أعضائها ، ولا يشف عما تحته .

ولا فرق بين بلاد الإسلام وبلاد الكفر ، إذا لم تكن قادرة على إقامة دينها في بلاد الكفر فيجب عليها أن تهاجر منها .

السؤال الواحد والأربعون
هل ملامسة الرجل بدون حائل ينقض وضوء المرأة وهو ليس محرم لها كبائع لمست يده بدون حائل ؟

لمس المرأة لا ينقض الوضوء على الصحيح من أقوال أهل العلم ، وقول الله تبارك وتعالى { أو لامستم النساء } قال ابن عباس : هو الجماع ، وجاء في السنة ما يقوي هذا القول ، انظرها في تفسير ابن كثير والبغوي عند هذه الآية .

السؤال الثاني والأربعون
هل يجب على المرأة رعاية أم زوجها في الشرع رغم عدم استطاعتي ذلك هل يستطيع زوجي
إجباري على ذلك ؟ أفيدونا بارك الله فيكم

لا يجب عليك أن تخدمي أم زوجك ؛ لكن لها حق من المعروف ، والإحسان ، وهذا مما يجلب مودة الزوج لزوجته ، أن تراعي أمه في مصالحها ، وتخدمها في الأمر اليسير . وليس لزوجك أن يجبرك على خدمة أمه . وواجب خدمة الأم على أولادها .


السؤال الثالث والأربعون
ما هـي الأيام المعلومات، والأيام المعدودات، المذكورة في القرآن؟

الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة ، والأيام المعدودات هي أيام التشريق .


السؤال الرابع والأربعون
إذا جـاء الإنسان يوم العيد والإمام يخطب، فهل يجلس، أو يقضي صلاة العيد؟

له أن يبدأ بالصلاة ، وله أن يستمع الخطبة ثم يقضي الصلاة بعد ذلك حتى يجمع بين المصلحتين .

السؤال الخامس والأربعون
ما هي حدود علاقة الرجال بالنساء في المنتديات والإنترنت ؟

الأصل عدم جواز الاختلاط الذي يؤدي إلى فتنة بين الرجال والنساء ؛ إلا بقدر الضرورة أو الحاجة المعتبرة شرعا ، وعلى قدرها من غير زيادة عليها .

السؤال السادس والأربعون
ما حكم  التأمين على السيارة والبيت وجهاز الكمبيوتر ؟

التأمين المنتشر بين الناس حاليا ؛ محرم ؛ لأن فيه غررا كبيرا . وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر كما أخرج مسلم في صحيحه .

السؤال السابع والأربعون
 هل يجوز التشبيك والفرقعة بين الأيدي قبل الصلاة وبعدها؟ وما هو القول الصحيح في هذا الفعل ؟ بارك الله فيكم

التشبيك والفرقعة قبل الصلاة أو بعدها جائز ، والأحاديث الواردة في النهي عن التشبيك بعد الوضوء وقبل الصلاة أو في المسجد ؛ ضعيفة لا تصح ؛ وقد عارضها ما هو أقوى منها ؛ بوب البخاري في صحيحه : باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره .

ثم أخرج عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي - قال ابن سيرين : قد سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا ، قال : - فصلى بنا ركعتين ثم سلم ، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ، ووضع يده اليمنى على اليسرى ، وشبك بين أصابعه ، ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى ، وخرجت السرعان من أبواب المسجد ...." إلخ .


السؤال الثامن والأربعون
يقوم البعض من تحذير الناس من شراء المواد الغذائية وغيرها التي تحتوي على بعض الرموز والأرقام مثال {{
E442-E470-E471-E472- ...وغيرها كثيراً ولكني اقتصرت على البعض منها هنا في السؤال }}
وذلك بحجة أنها تحتوى على الرموز التي تدل على احتواء المنتج على دهن الخنزير. فما حكم الشرع في ذلك ؟ بارك الله فيكم

الأصل في الأطعمة الحل ، إلا ما ثبت أنه يشتمل على شيء من لحم الخنزير أو مشتقاته ، وما لم يثبت فيه شيء من ذلك فالأصل فيه الحل ، ومجرد الشك لا يلتفت إليه ؛ فإن كنت تثق بصدق المصدر الذي يحذر الناس من هذه الأنواع من الأغذية ، وبعلمه بهذا الشيء ؛ فيجب عليك أن تأخذ بقوله ؛ وإلا فلا .


السؤال التاسع والأربعون
كيف ندعوا إلى الكتاب والسنة ونحن ليس لدينا العلم الشرعي لرد الشبه التي تأتينا من الناس ،
وماذا يفعل من حرُم من طلب العلم وهو في بلاد الكفر ، هل يكتفي بتعليم نفسه وأهله ؟ أم شرط عليه الدعوة دون علم شرعي ؟ أفيدونا وفقكم الله

ادع إلى الله بنشر كتب أهل العلم وأشرطتهم ، وتعليق الناس بعلماء السنة . ومن لم يتيسر له طلب العلم ، يعلم نفسه وأهله ما وجب عليهم من العلم وما استطاع من ذلك ويعمل به .

السؤال الخمسون
أيهما أفضل قراءة القرآن أو الاستغفار قبل الفجر ؟

الاستغفار في وقت السحر أفضل ؛ لقول الله تبارك وتعالى { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون } ، وقوله {الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " متفق عليه .

ووقت السحر آخر الليل ، قبيل الصبح .


السؤال الواحد والخمسون
إذا جاء في الراوي توثيق وجرح ماذا نفعل ؟ وما هي الأسباب الداعية إلى الجرح والتعديل ؟
وجزاكم الله خيرا

انظر إلى الجرح إن كان مفسرا وقادحا فخذ به وقدمه على التعديل ؛ لأن المجرح في مثل هذه الحالة معه زيادة علم .

وأما إذا لم يكن الجرح مفسرا ؛ فعندك عدة قرائن تساعدك على ترجيح أحدهما على الآخر ؛ منها إمامة المجرح أو المعدل ودرجتهما في معرفة هذا الشأن ، فتقدم كلام الأعلم والأقعد في هذا الميدان على كلام الآخر ، ومنها أن بلدي الرجل أعلم بحاله من غيره ، وكذلك المعاصر للرجل أعرف بحاله من غير المعاصر ، والكثرة أيضا مقدمة في بعض الأحيان . المهم أن تعتبر القرائن في مثل هذه الحالة .

وأما أسباب الجرح ؛ فقال الحافظ في النخبة : " الطعن إما أن يكون لكذب الراوي ، أو تهمته بذلك ، أو فحش غلطه ، أو غفلته ، أو فسقه ، أو وهمه ، أو مخالفته ، أو لجهالته ، أو بدعته ، أو سوء حفظه " . انتهى .

قلت : بالجملة : أسباب الجرح كل ما يقدح في العدالة أو الضبط . والله أعلم

وأما أسباب العدالة فتعرفها بمعرفتك للعدل ، والعدل هو المسلم العاقل البالغ الخالي من أسباب الفسق . وبعض أهل العلم يزيد خلوه من خوارم المروءة ، والصحيح أنها ليست شرطا في العدالة . وأسباب الفسق : ارتكاب الكبيرة أو الإصرار على الصغيرة . والله أعلم

السؤال الثاني والخمسون
كثير ما ندندن عن التوحيد وأتباع السنة هنا في بلاد فنلندا ولكن يقفوا لنا أصحاب الدعوات ويقولون لنا الأمة فرقتموها بدعوتكم السلفية . فكلنا مسلمون ولا توجد كلمة سلفي في كتاب الله ، وهدفنا الأول هو لم شمل الأمة الإسلامية لا الفرقة ، ويقولون الخلاف لا يفسد للود قضية ،، كيف يا شيخ نرد على شبهة هؤلاء المخالفين ؟ وجزاك الله خيرا

قولوا لهم : لم يأمرنا الله بالاجتماع على الشرك والكفر والبدع والخرافات ؛ بل أمرنا بالاجتماع على التوحيد والسنة ، وذم الذين يفرقون الأمة بارتكاب الشرك والبدع ، فالموحد صاحب السنة هو الأصل وهو الجماعة ، وأصحاب الشرك والبدع هم الذين يفرقون المسلمين ويشتتونهم بشركهم وبدعهم .

والخلاف في التوحيد والسنة يفسد الود ، فواجب على الموحد السني أن يعادي المبتدع الضال .

قال البغوي رحمه الله في شرح السنة : وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم ، وعلماء السنة على هذا مجمعين

متفقين على معاداة أهل البدعة ، ومهاجرتهم . انتهى

وواجب علينا أن ننكر عليكم ضلالكم وانحرافكم عن الحق ؛ لقول الله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } .

وإليك بعض أدلة وجوب الاجتماع على الكتاب والسنة : قال تعالى { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }

قال علماء السلف : حبل الله القرآن ، وقيل دين الله ، وقيل الجماعة ، وقيل عهد الله ، وقيل أمر الله وطاعته .

قلت : وهذا اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد بحمد الله ؛ فكل هذه الألفاظ تدل في النهاية على معنى واحد ، تدل على وجوب اتباع كتاب الله والاجتماع عليه الذي فيه دين الله وعهده وأمره ولزوم طاعته .

وقال سبحانه : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون . منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين . من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون } .

وقال : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء } .

قال ابن كثير : والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفا له ، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق فمن اختلف فيه {وكانوا شيعا} أي فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات فإن الله تعالى قد برأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه وهذه الآية كقوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك} الآية.

وفي الحديث: "نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد" فهذا هو الصراط المستقيم وهو ما جاءت به الرسل من عبادة الله وحده لا شريك له والتمسك بشريعة الرسول المتأخر وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء والرسل برآء منها كما قال الله تعالى: {لست منهم في شيء} .

وقال : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } .

وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفرّقت النّصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً، وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقةً " . رواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وروى أبو داود من حديث معاوية نحوه، وفيه: " ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة " ، -ثم قال-: " وإنّه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه " ، وفي رواية : " الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله " .


السؤال الثالث والخمسون
ما معنى هذه الآية {
فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ..}

قال أهل العلم بالتفسير : { فقال إني أحببت حب الخير } أي: آثرت حب الخير ، وأراد بالخير الخيل . وسميت الخيل خيرا ؛ لأنه معقود بنواصيها الخير ، الأجر والمغنم ، قال مقاتل : حب الخير يعني: المال ، فهي الخيل التي عرضت عليه . { عن ذكر ربي } يعني: عن الصلاة وهي صلاة العصر { حتى توارت بالحجاب } أي: توارت الشمس بالحجاب ؛ استترت بما يحجبها عن الأبصار .

{ ردوها علي } أي: ردوا الخيل علي ، فردوها { فطفق مسحا بالسوق والأعناق } قال أبو عبيدة: طفق يفعل ، مثل: ما زال يفعل ، والمراد بالمسح : القطع ، فجعل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف، هذا قول أكثر المفسرين ، وكان ذلك مباحا له ؛ لأن نبي الله لم يكن يقدم على محرم ، ولم يكن يتوب عن ذنب بذنب آخر .


السؤال الرابع والخمسون
ما هو خبر الآحاد ؟ وما هي أحاديث خبر الأحاديث على سبيل المثال ؟

خبر الآحاد هو الذي لم يجمع شروط التواتر ، والتواتر وهو نقل جماعة عن جماعة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب مع استواء الوسط والطرفين بشرط أن يستند إلى الحس ولا يشترط له عدد معين عند المحققين .

فما ليس متواترا من الأخبار فهو آحاد ، ويدخل فيه المشهور ، والعزيز ، والغريب .

ومن أحاديث الآحاد : حديث " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، و من سخط فله السخط " . أخرجه الترمذي من حديث أنس وقال : حديث حسن غريب .

ومنها : حديث : " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيل ، يوشك أن يفارقك إلينا " . أخرجه الترمذي ، وقال : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و رواية إسماعيل بن عياش عن

الشاميين أصلح ، و له عن أهل الحجاز و العراق مناكير " .

 السؤال الخامس والخمسون
هل من نصيحة يا شيخ في التمسك بالكتاب والسنة واتباع علماء الدعوة السلفية . وكيف السبيل لإظهار الدين ونحن في بلاد الكفر ؟ وجزاكم الله خيرا

أوصيكم بما أوصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم كما جاء في سنن أبي داود عن العرباض بن سارية قال صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله ! كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ".

وأوصيكم بما قاله الإمام عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، قال : أما بعد ؛ أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم - وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته وكفوا مؤنته ، فعليك بلزوم السنة ؛ فإنها لك - بإذن الله -عصمة .

ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها ، فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق ، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم ، فإنهم على علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى ، وبفضل ما كانوا فيه أولى ، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه ، ولئن قلتم إنما حدث بعدهم ؛ ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ، ورغب بنفسه عنهم .

فإنهم هم السابقون .

فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي .

فما دونهم من مقصر ، وما فوقهم من محسر .

وقد قصر قوم دونهم فجفوا ، وطمح عنهم أقوام فغلوا .

وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم . أخرجه أبو داود .

وأما اتباع علماء السنة وعدم الخروج عن كلمتهم ؛ فهو الواجب على المسلمين ؛ لقول الله تبارك وتعالى { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم } فالعلماء يدخلون في أولي الأمر .

وإظهار الدين يكون بالعمل بشعائر الإسلام وإظهارها ، وبالدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة . وفقكم الله إلى كل خير . والله أعلم

 

 

قائمة الخيارات
0 [0 %]
بقلم: أبي الحسن علي الرملي
السبت 29 صفر 1431
عدد المشاهدات 4550
عدد التحميلات 74
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق