السبت 19 شوال 1445 هـ
27 ابريل 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165      

تفسير سورة النساء 32-33

تفسير سورة النساء 32-33

{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)}

{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} قال السعدي رحمه الله: ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة. فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي بها فضلهم على النساء، ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال تمنيا مجردا؛ لأن هذا هو الحسد بعينه، تمني نعمة الله على غيرك أن تكون لك ويسلب إياها. ولأنه يقتضي السخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل ولا كسب. وإنما المحمود أمران: أن يسعى العبد على حسب قدرته بما ينفعه من مصالحه الدينية والدنيوية، ويسأل الله تعالى من فضله، فلا يتكل على نفسه ولا على غير ربه.

{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} من الأجر {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} معناه: أن الرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء، وذلك أن الحسنة تكون بعشرة أمثالها يستوي فيها الرجال والنساء، وإن فَضُل الرجال في الدنيا على النساء، وقيل: معناه للرجال نصيب مما اكتسبوا من أمر الجهاد، وللنساء نصيب مما اكتسبن من طاعة الأزواج وحفظ الفروج.

قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ} نهى الله تعالى عن التمني لما فيه من دواعي الحسد، والحسد أن يتمنى الرجل زوال النعمة عن صاحبه سواء تمناها لنفسه أم لا، وهو حرام، والغبطة أن يتمنى لنفسه مثل ما لصاحبه وهو جائز.

قال أهل العلم: لا يتمنى الرجل مال أخيه ولا امرأته ولا خادمه، ولكن ليقل اللهم ارزقني مثله، وقوله: (واسألوا الله من فضله) أي من رزقه، ومن عبادته، وكل خير مما تفضل الله به على عباده مما يناسبهم. قال سفيان بن عيينة: لم يأمر بالمسألة إلا ليعطي {إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِ شَيْءٍ عَلِيمًا} قال ابن كثير: أي هو عليم بمن يستحق الدنيا فيعطيه منها، وبمن يستحق الفقر فيفقره، وعليم بمن يستحق الآخرة فيقيضه لأعمالها، وبمن يستحق الخذلان فيخذله عن تعاطي الخير وأسبابه، لهذا قال {إن الله كان بكل شيء عليما}. انتهى

{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33)}

{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} أي: ولكل واحد من الرجال والنساء جعلنا موالي، أي: ورثة، عصبة يرثونه {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} من تركة والديه وأقربيه من الميراث، فمعنى الكلام: ولكلكم أيها الناس جعلنا عصبة يرثونه مما ترك والداه وأقربوه من ميراثهم له {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} أي والذين تحالفتم بالأيمان المؤكدة أنتم وهم، فآتوهم نصيبهم.

المعاقدة: المحالفة والمعاهدة، والأيمان جمع يمين من اليد والقسم.

ومحالفتهم: أن الرجل كان في الجاهلية يعاقد الرجل فيقول: دمي دمك، وثأري ثأرك، وحربي حربك، وسلمي سلمك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، وتعقل عني وأعقل عنك؛ فيكون للحليف السدس من مال الحليف، وكان ذلك في ابتداء الإسلام ثم نسخ.

أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس، قال: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: ورثة {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نسخت، ثم قال {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} من النصر والرِّفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث، ويُوصي له. انتهى {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} إن الله شاهد بينكم في تلك العهود والمعاقدات.

أي أنهم كانوا يتوارثون بالحلف، فنسخ الله ذلك، وصار التوارث بالرحم والقرابة، فالتوارث بالحلف منسوخ بقول الله تبارك وتعالى {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ}.

وبقي من التحالف النصر والنصيحة والرفادة أي المعونة، ويجوز أن يوصي له وصية.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاحد 11 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 164
عدد التحميلات 4
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق