الجمعة 20 رمضان 1445 هـ
29 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

تفسير سورة المائدة 97-100

تفسير سورة المائدة 97-100

{جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)}

{جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ} التي هي {الْبَيْتَ الْحَرَامَ} قيل: سميت كعبة لتربيعها، والعرب تسمي كل بيت مربع كعبة، وقيل: سميت كعبة لارتفاعها من الأرض، وكل بارز كعبٌ، مستديرًا كان أو غير مستدير، وأصلها من الخروج والارتفاع.

وسمي البيت الحرام؛ لأن الله تعالى حرمه وعظم حرمته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض»، جعل الكعبة {قِيَامًا لِلنَّاسِ} القيام والقوام واحد، وهو ما يقوم به الأمر في معاشهم وصلاح أبدانهم، ونقاء نفوسهم، ومعنى قياماً للناس: أمنًا وسببًا لحصول مصالح الناس ومنافعهم في أمر دينهم ودنياهم، أما الدين؛ فلأن بها يقوم الحج والمناسك، وأما الدنيا فبما يأتيها من الثمرات وأنواع التجارة بسبب تعظيمها في نفوس الناس والإقبال عليها، وكانوا يأمنون فيها من النهب والغارة فلا يتعرض لهم أحد في الحرم، قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} {وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ} أراد به الأشهر الحرم، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، أراد أنه جعل الأشهر الحرم قياماً للناس، أي: سببًا لحصول مصالحهم وأمنًا في معاشهم وحياتهم؛ لأن العرب كان يقتل بعضهم بعضًا، ويغير بعضهم على بعض في سائر الأشهر حتى إذا استهل الشهر الحرام؛ توقف القتل وزال الخوف، وقدروا على الأسفار والتجارات، وصاروا آمنين على أنفسهم وأموالهم، وكانوا يحصلون فيه من الأقوات ما يكفيهم طول العام، ولولاه لتفانوا من الجوع والشدة {وَ} كذلك جعل الله سبحانه وتعالى {الْهَدْيَ} سببًا لقيام الناس ومصالحهم، والهدي هو ما يهدى إلى الحرم من الأنعام ويذبح هناك، ويفرق لحمه على مساكينه، فيكون ذلك نسكًا للمُهدي وقِوامًا لمعيشة الفقراء {وَ} كذلك جعل الله سبحانه وتعالى {الْقَلَائِدَ} قيامًا للناس، وسببًا لمصالحهم، والقلائد ما يتخذ من لحاء شجر الحرم وغيره ، فيعلق في عنق الإبل مثلًا؛ ليعلم أنه هدي للحرم، أو يعلّقه الشخص في عنقه؛ ليأمن من العدو؛ إذ أن من قصد البيت في الشهر الحرام؛ لم يتعرض له أحد، ومن قصده في غير الشهر الحرام، ومعه هدي، وقلده، وقلد نفسه من لحاء شجر الحرم؛ لم يتعرض له أحد؛ لأن الله تعالى أوقع في قلوبهم تعظيم البيت، فكل من قصده أو تقرب إليه؛ صار آمنًا من جميع الآفات والمخاوف.

{ذَلِكَ} أي جعل الكعبة وما ذكر معها قياماً للناس{لِتَعْلَمُوا} أيها المؤمنون {أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فإن جعله ذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار عنكم قبل وقوعها؛ دليل على علمه التام.

{اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98)}

{اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} لمن يستحق ذلك، ممن يخالف أمر الله {وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لمن يستحق المغفرة والرحمة من أهل طاعته والتائبين إليه.

{مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)}

{مَا عَلَى الرَّسُولِ} محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل {إِلَّا الْبَلَاغُ} تبليغ دين الله لمن أمروا بتبليغه من الإنس والجن {وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} ما تظهرون من أعمال {وَمَا تَكْتُمُونَ} وما تخفون، فيعلم كل أعمالكم الظاهرة والباطنة، وهو الذي سيحاسبكم عليها ويجازيكم، فالرسول ليس عليه إلا البلاغ لدين الله وشرعه، والحساب والجزاء على الله.

{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100)}

{قُلْ} يا محمد {لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} الحلال والحرام {وَلَوْ أَعْجَبَكَ} ولو سرَّك أيها الإنسان {كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} كثرة الحرام، يعني: أن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار.

{فَاتَّقُوا اللهَ} خافوه، وأطيعوا أمره واجتنبوا نهيه، واحذروا أن يستحوذ عليكم الشيطان بإعجابكم كثرة الخبيث، فتخالفوا شرع الله {يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} يا أصحاب العقول السليمة، فتجنبوا الحرام ودعوه واقنعوا بالحلال واكتفوا به {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي: لكي تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الخميس 6 جمادة الاولى 1443
عدد المشاهدات 354
عدد التحميلات 6
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق