الخميس 19 رمضان 1445 هـ
28 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

تفسير سورة الأعراف (164-168)

تفسير سورة الأعراف (164-168)

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)}

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ} جماعة {مِنْهُمْ} من بني إسرائيل {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَهُ مُهْلِكُهُمْ} يعني انقسموا إلى ثلاثة فرق، فرقة فعلت المنكر، وفرقة أنكرت عليهم ونصحتهم، وفرقة ثالثة سكتت، وقالت الفرقة الساكتة للمنكرة: لم تنصحون من فعل المنكر، والله تبارك وتعالى سيهلكهم في الدنيا بسبب ما فعلوا من المعاصي {أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} يوم القيامة {قَالُوا} أي: قال الناهون الناصحون {مَعْذِرَةً} أي: موعظتنا معذرة {إِلَى رَبِّكُمْ} أي: نفعل ذلك لنعذر فيهم، ومعناه أن الأمر بالمعروف واجب علينا فعلينا موعظة هؤلاء عذراً إلى الله، كي لا يؤاخذنا بترك ذلك {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أي: ورجاء أن يتقوا الله، ويتركوا المعصية.

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) }

{فَلَمَّا نَسُوا} تركوا {مَا ذُكِّرُوا بِهِ} أي: فلما ترك الذين فعلوا المنكر ما وعظوا به، أي لم يسمعوا النصيحة، واستمروا على المعصية {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} الفرقة التي نصحت ونهت عن المنكر نجاها الله لما أنزل العذاب {وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني الفرقة العاصية {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} أي: شديد موجع {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} بسبب معصيتهم.
واختلف أهل العلم في الفرقة الساكتة هل نجت أم عذبت.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَأَسْمَعُ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، فَلَا أَدْرِي مَا فَعَلَتِ الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ مُنْكَرٍ لَمْ نَنْهَ عَنْهُ» قَالَ عِكْرِمَةُ: فَقُلْتُ: أَلَا تَرَى -جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ- أَنَّهُمْ قَدْ أَنْكَرُوا، وَكَرِهُوا حِينَ قَالُوا: لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا؟ فَأَعْجَبَهُ قُولِي ذَلِكَ، وَأَمَرَ لِي بِبُرْدَيْنِ غَلِيظَيْنِ فَكَسَانِيهُمَا. انتهى

وقال يمان بن رباب: نجت الطائفتان الذين قالوا: لم تعظون قوما، والذين قالوا: معذرة إلى ربكم، وأهلك الله الذين أخذوا الحيتان، وهذا قول الحسن، أي أن الفرقة الساكتة نجت.

وقال ابن زيد: نجت الناهية، وهلكت الفرقتان.

وروي هذا القول عن ابن عباس، قال ابن كثير: قال ابن عباس كانوا ثلاثاً ثلث نهَوا، وثلث قالوا: لم تعظون قوماً الله مهلِكُهم، وثلث أصحاب الخطيئة، فما نجا إلا الذين نهَوا، وهلك سائرهم.

وهذا إسناد جيد عن ابن عباس، ولكن رجوعه إلى قول عكرمة في نجاة الساكتين أولى من القول بهذا؛ لأنه تبين حالهم بعد ذلك والله أعلم. وقوله تعالى: {وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس} فيه دلالة بالمفهوم على أن الذين بقُوا نجوا. انتهى

والظاهر أن الصواب مع من قال نجت الفرقتان. والله أعلم

{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}

{فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ} أبوا أن يرجعوا عن المعصية، وتجاوزوا الحد {قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} أي ذليلين حقيرين مهانين، فانقلبوا بإذن الله قردة ذليلين حقيرين.
قال ابن مسعود: ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ مِنْ مَسْخٍ، فَقَالَ: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلًا وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ قَبْلَ ذَلِكَ". أخرجه مسلم وفي رواية له: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا، أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ".

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) }

{وَ} اذكر أيها الرسول {إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ}أي: آذن وأعلم ربك {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: على اليهود {مَنْ يَسُومُهُمْ} يذيقهم {سُوءَ الْعَذَابِ} أي يذلهم ويهينهم {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ} لمن خالف أمره {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} لمن أطاعه وتاب إليه.

قال السعدي رحمه الله: وقد فعل الله بهم ما أوعدهم به، فلا يزالون في ذُل وإهانة، تحت حكم غيرهم، لا تقوم لهم راية، ولا ينصر لهم عَلَمٌ.

{وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}

{وَقَطَّعْنَاهُمْ} وفرقناهم {فِي الْأَرْضِ أُمَمًا} فرقاً، فرّق الله بني إسرائيل في الأرض، فتشتت أمرهم فلم تجتمع لهم كلمة {مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ} قال ابن عباس ومجاهد: يريد الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به {وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ} يعني الذين بقوا على الكفر {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ} بالخصب والعافية {وَالسَّيِّئَاتِ} الجدب والشدة {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لكي يرجعوا إلى طاعة ربهم ويتوبوا.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 15 جمادة الاخرة 1444
عدد المشاهدات 373
عدد التحميلات 4
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق