الجمعة 25 شوال 1445 هـ
03 مايو 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-50، كتاب الوضوء، الحديث 176و177و178و179و180و181و182   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169      

تفسير سورة الأعراف (65-72)

سورة الأعراف (65-72)

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنَ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)}

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} أي: وأرسلنا هوداً إلى قبيلة عاد، وهي عاد الأولى، وهود أخوهم في النسب لا في الدين، أرسله الله تبارك وتعالى إليهم يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك، وهم كانوا قوماً مشركين.

ولا يوجد أخوة في الإنسانية، هذه الأخوة اخترعها دعاة وحدة الأديان للتلبيس على الناس، يريدون بها القضاء على عقيدة الولاء والبراء في الدين، والإيمان والكفر، وجعل الناس جميعاً أحبة مجتمعين في كونهم من البشر، ولا يفرِّق بينهم دين، يريدون القضاء على الفوارق الدينية، هذا مرادهم، وهو منهج كفري يقوم على محاربة دعوة التوحيد التي جاء بها الرسل والأنبياء، وتجويز الكفر بأنواعه، ويؤدي إلى إلغاء أهم العقائد الإسلامية، فاحذروا ممن تسمعونه يقول أخوة إنسانية، واعلموا أن مراده الوصول إلى وحدة الأديان، والحقيقة التي يريدون الوصول إليها في النهاية هي القضاء على الدين، والعيش لأجل الدنيا فقط، هذا مراد الدعاة إلى وحدة الأديان والعلمانية والليبرالية اليوم، ولهم طرق مختلفة للوصول إلى هذه الغاية {قَالَ} هود {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} أي اعبدوا الله وحده، ولا تشركوا به شيئاً، فلا معبود لكم يستحق العبادة غيره، هذه الكلمة التي قالها الرسل جميعاً لأقوامهم لما أرسلوا إليهم، فهي أول دعوة الرسل {أَفَلَا تَتَّقُونَ} أفلا تخافون عذابه وسخطه؟

{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66)}

{قَالَ الْمَلَأُ} الجماعة {الَّذِينَ كَفَرُوا} لم يؤمنوا بتوحيد الله، وأنكروا رسالة هود إليهم {مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ} يا هود {فِي سَفَاهَةٍ} في حمق وخفة عقل بدعوتك لنا إلى ترك ديننا وعبادة آلهتنا {وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} في قولك إنك رسول الله إلينا.

{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) }

{قَالَ} هود {يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ} ليس بي حمق وخفة عقل {وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أرسلني الله تبارك وتعالى

{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}

{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ } أدعوكم إلى التوبة، أدعوكم إلى ما ينفعكم في الدنيا والآخرة فاقبلوا نصيحتي {أَمِينٌ} على وحي الله، وعلى ما ائتمنني الله عليه من الرسالة، لا أكذب فيه ولا أزيد، ولا أبدل، بل أبلغ ما أمرت به كما أمرت.

{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)}

{أَوَعَجِبْتُمْ} أي لا تعجبوا {أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ } موعظة وبيان {مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ} تعرفون نسبه وصدقه {لِيُنْذِرَكُمْ } ليخوفكم عقاب الله إن لم تؤمنوا {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ} يعني في الأرض {مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} أي: من بعد إهلاك قوم نوح {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} أي: طولاً وقوة في أجسامكم {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ}نعم الله، واشكروها بالإيمان والطاعة، ولا تكفروها {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} تفوزون، أي لتنجحوا وتتخلصوا من عقابه، وتفوزوا بجنته. و«الفلاح» هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70)}

{قَالُوا} أي قبيلة عاد قالت لهود رداً على ما دعاهم إليه من توحيد الله وطاعته {أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ} ونترك {مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} من الآلهة والأصنام، ونتبرأ منها؟ فلن نفعل ذلك {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} من العذاب {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فيما تقول.

{قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)}

{قَالَ} هود {قَدْ وَقَعَ} نزل {عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ} أي: عذاب {وَغَضَبٌ} أي: سخط، أي وجب ولابد من وقوعه؛ فقد وجدت أسبابه وحان وقت الهلاك {أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} أتخاصمونني في أسماء سميتموها أصناماً لا تضر ولا تنفع أنتم وآباؤكم {مَا نَزَّلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} حجة وبرهان، ما جعل الله لكم في عبادتكم إياها من حجة تحتجون بها، ولا معذرة تعتذرون بها {فَانْتَظِرُوا} نزول العذاب {إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} نزوله.

{فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72) }

{فَأَنْجَيْنَاهُ} يعني هوداً عند نزول العذاب {وَ}أنجينا {الَّذِينَ} آمنوا {مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}أي: استأصلناهم وأهلكناهم عن آخرهم {وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ} كانوا كافرين مكذبين معاندين؛ لذلك أهلكهم الله تبارك وتعالى.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 15 جمادة الاخرة 1444
عدد المشاهدات 99
عدد التحميلات 5
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق