الثلاثاء 7 محرم 1447 هـ
01 يوليو 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-100 كتاب الصلاة، الحديث 463و464و465و466و467   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 11 الحديث 48و49و50و51و52   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-99 كتاب الصلاة، الحديث 458و459و460و461و462   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 10 الحديث 38و39و40و41و42و43و44و45و46و47   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-98 كتاب الصلاة، الحديث 453و454و455و456و457   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 9 الحديث 32و33و34و35و36و37   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-97 كتاب الصلاة، الحديث 447و448و449و450و451و452   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 36-42   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 23-35   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 1-22      

تفسير سورة الأعراف (1-9)

تفسير سورة الأعراف (1-9)
صح عن بعض الصحابة تسميتُها بالأعراف.

وهي مكيةٌ بالإجماع، إلا أن البعضَ قال إلا قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَة} [الأعراف: 163]، قال هذه الآية فقط، والبعض زاد عليها آيات أخرى بعدها، فاستثنَوا ثمانيَ آيات أو أقل.
ولا يصح شيء من الأحاديث في إثبات فضل خاص بها.

{المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}

{المص} تقدم القول في الأحرف المقطعة في بداية سورة البقرة { كِتَابٌ} أي: هذا كتاب {أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يا محمد، وهو القرآن {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} قال أهل العلم:أي: شك بأنه من عند الله، وقال آخرون: ضيق منه، معناه: لا يضيق صدرك بالإبلاغ وتأدية ما أرسلت به {لِتُنْذِرَ بِهِ} أي: كتاب أنزلناه إليك لتنذر به أي تخوف به وتحذر من النار {وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} أي: عظة لهم.

{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}

{اتَّبِعُوا} أي وقل لهم: اتبعوا {مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} وهو القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه {وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ} أي من غيره {أَوْلِيَاءَ} أي: لا تتخذوا غيره أولياء، تولونهم أموركم وتطيعونهم في معصية الله تعالى {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} ما تتعظون.

{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)}

{وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} بالعذاب، (وكم) للتكثير، أي كثير من القرى أهلكهم الله بالعذاب {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} عذابنا {بَيَاتًا} ليلاً {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} من القيلولة، تقديره: فجاءها عذابُنا ليلاً وهم نائمون أو نهاراً وهم قائلون أو نائمون ظهيرة، والقيلولة: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. ومعنى الآية: أنهم جاءهم عذابُنا وهم غير متوقعين له إما ليلاً أو نهاراً. وقيل: معناه من أهل القرى من أهلكناهم ليلاً، ومنهم من أهلكناهم نهاراً.

فإن قيل: ما معنى أهلكناها فجاءها بأسنا؟ فكيف يكون مجيء البأس بعد الهلاك؟ قيل: معنى (أهلكنا) حكمنا بإهلاكها فجاءها بأسنا.

{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)}

{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ} أي: قولهم ودعاؤهم وتضرعهم {إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا} عذابنا {إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} معناه لم يقدروا على رد العذاب، وكان حاصل أمرهم الاعتراف بالجناية حين لا ينفع الاعتراف.

{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)}

{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ} يعني: الأمم نسألهم عن إجابتهم الرسل، وهذا سؤال توبيخ لا سؤال استعلام، يعني: سيسألهم الله تبارك وتعالى عما عملوا فيما بلغتهم الرسل {وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} عن الإبلاغ، هل بلغوا ما أمروا بتبليغه؟

{فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)}

{فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ} أي: لنخبرنهم عن علم {وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} عن الرسل فيما بلغوا، وعن الأمم فيما أجابوا.

{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)}

{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} يعني: يوم السؤال، أراد به وزن الأعمال بالميزان، وذلك أن الله تعالى ينصب ميزاناً له لسان وكفتان ويزن به الأعمال، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، خلافاً لبعض أهل البدع الذين أنكروا الميزان {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} بأعماله الصالحة {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون، الذين ظَفروا بالنجاح، وأدركوا الفوز بالطلبات، والخلود والبقاء في الجنات.

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9) }

{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} بالسيئات {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} لأنها صارت إلى النار {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} بسبب كونهم بحجج الله وأدلته يجحدون، فلا يقرون بصحتها، ولا يوقنون بحقيقتها.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 17 محرم 1444
عدد المشاهدات 364
عدد التحميلات 9
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق