الاثنين 21 شوال 1445 هـ
29 ابريل 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-50، كتاب الوضوء، الحديث 176و177و178و179و180و181و182   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169      

تفسير سورة الأنعام 83-90

تفسير سورة الأنعام 83-90

{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)}

{وَتِلْكَ} الحجة التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله وحاج بها قومه هي {حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ} أرشدناه لها وعرفناه بها {عَلَى قَوْمِهِ} حتى خصمهم وغلبهم بالحجة {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ} مراتب {مَنْ نَشَاءُ} بالعلم، أي: نرفع مراتب من نشاء بالعلم والفهم والفضيلة والعقل، كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاج قومه في التوحيد {إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ} في تدبير خلقه {عَلِيمٌ} بهم.

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}

{وَوَهَبْنَا لَهُ} أي ومننا على إبراهيم بأن رزقناه من الذرية {إِسْحَاقَ} ابنه {وَيَعْقُوبَ} ابن ابنه إسحاق {كُلًّا} منهما {هَدَيْنَا} وفقناه وأرشدناه لسبيل الرشاد، فوفقناهم للحق والصواب من الأديان.
قال الطبري: يقول تعالى ذكره: فجزينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم على طاعته إيانا، وإخلاصه توحيد ربه، ومفارقته دين قومه المشركين بالله؛ بأن رفعنا درجته في عليين، وآتيناه أجره في الدنيا، ووهبنا له أولاداً خصصناهم بالنبوة، وذريةً شرفناهم منا بالكرامة وفضلناهم على العالمين، منهم ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب {كلا هدينا} يقول: هدينا جميعهم لسبيل الرشاد، فوفقناهم للحق والصواب من الأديان.

{وَنُوحًا هَدَيْنَا} وهدينا نوحاً لمثل الذي هدينا إبراهيم وإسحاق ويعقوب من الحق والصواب فوفقناه له {مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل إبراهيم {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} أي: وهدينا أيضا من ذرية نوح عليه السلام {دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} هو ابن داود {وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ} ابن يعقوب {وَمُوسَى} ابن عمران {وَهَارُونَ} أخو موسى {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أي كما جزينا هؤلاء الأنبياء بحسن طاعتهم إيانا وصبرهم على المحن فينا، كذلك نجزي بالإحسان كل محسن.

{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}

{وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى} هو ابن زكريا {وَعِيسَى} هو ابن مريم بنت عمران {وَإِلْيَاسَ} اختلفوا فيه، فقال البعض: هو إدريس وله اسمان مثل يعقوب وإسرائيل، والظاهر أنه غيره. والله أعلم {كُلٌّ} من هؤلاء الأنبياء {مِنَ الصَّالِحِينَ}

{وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}

{وَ} هدينا أيضاً من ذرية نوح {إِسْمَاعِيلَ} وهو ابن إبراهيم {وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ} وهو يونس بن متى {وَلُوطًا وَكُلًّا } منهم {فَضَّلْنَا} بالنبوة {عَلَى الْعَالَمِينَ} أي: على عالمي زمانهم.

{وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}

{وَمِنْ آبَائِهِمْ} أي بعض آبائهم؛ لأن آباء بعضهم كانوا مشركين، {وَذُرِّيَّاتِهِمْ} أي: ومن ذرياتهم وأراد بعضهم، لأن عيسى ويحيى لم يكن لهما ولد، وكان في ذرية بعضهم من كان كافراً {وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ} اخترناهم واصطفيناهم {وَهَدَيْنَاهُمْ} أرشدناهم {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه وهو طريق التوحيد والاتباع.

{ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}

{ذَلِكَ} الدين الذي هدوا إليه {هُدَى اللهِ} دين الله {يَهْدِي بِهِ} يرشد به {مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا} أي: هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم لو أنهم أشركوا بالله -على سبيل الفرض والتقدير- {لَحَبِطَ} لبطل وذهب {عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي لبطلت أعمالهم؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يقبل مع الشرك عملاً.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)}

{أُولَئِكَ} هؤلاء الذين سميناهم من أنبيائه ورسله نوحا وذريته الذين هداهم لدين الإسلام واختارهم لرسالته إلى خلقه، هم {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} أي: الكتب المنزلة عليهم، كصحف إبراهيم وموسى، وإنجيل عيسى صلوات الله عليهم أجمعين {وَالْحُكْمَ} يعني: الفهم بالكتاب ومعرفة ما فيه من الأحكام {وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا} يا محمد بآياتي، كتابي الذي أنزلته إليك يعني القرآن {هَؤُلَاءِ} يعني: كفار قريش {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} يعني: الأنصار.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}

{أُولَئِكَ} الأنبياء الذين ذكرهم الله تبارك وتعالى {الَّذِينَ هَدَى اللهُ} أي: هداهم الله {فَبِهُدَاهُمُ} فبسنتهم وسيرتهم {اقْتَدِهِ} فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم، ومعنى الاقتداء بالرجل في كلام العرب: اتباع أثره والأخذ بهديه {قُلْ} يا محمد للمشركين {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} لا أريد منكم أجراً آخذه منكم على تذكيري إياكم، والهدى الذي أدعوكم إليه، والقرآن الذي جئتكم به {إِنْ هُوَ} ما هو أي القرآن وتذكيري {إِلَّا ذِكْرَى} إلا تذكير لكم وعظة و{لِلْعَالَمِينَ} الإنس والجن.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 13 ذو القعدة 1443
عدد المشاهدات 66
عدد التحميلات 5
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق