الاربعاء 15 محرم 1447 هـ
09 يوليو 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-100 كتاب الصلاة، الحديث 463و464و465و466و467   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 11 الحديث 48و49و50و51و52   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-99 كتاب الصلاة، الحديث 458و459و460و461و462   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 10 الحديث 38و39و40و41و42و43و44و45و46و47   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-98 كتاب الصلاة، الحديث 453و454و455و456و457   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 9 الحديث 32و33و34و35و36و37   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-97 كتاب الصلاة، الحديث 447و448و449و450و451و452   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 36-42   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 23-35   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 1-22      

تفسير سورة الأنعام 74-79

تفسير سورة الأنعام 74-79

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74)}

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} آزر اسم أبي إبراهيم {أَتَتَّخِذُ} يا آزر {أَصْنَامًا آلِهَةً} تعبدها وتتخذها ربا دون الله الذي خلقك فسواك ورزقك {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ} إني أراك يا آزر وقومك الذين يعبدون معك الأصنام ويتخذونها آلهة {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي: في خطأ بين.

{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)}

{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ} أي: كما أريناه البصيرة في دينه، والحق في خلاف ما كان عليه قومه؛ كذلك نريه {مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي ملك السماوات والأرض، قال الطبري: أراه ملك السماوات والأرض، وذلك ما خلق فيهما من الشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب وغير ذلك من عظيم سلطانه فيهما، وجلى له بواطن الأمور وظواهرها {وَلِيَكُونَ} إبراهيم {مِنَ الْمُوقِنِينَ} أي نريه ملكوت السماوات والأرض، ليستدل به، ليكون من الراسخين في الإيمان. قال الطبري: أنه أراه ملكوت السموات والأرض ليكون ممن يتوحد بتوحيد الله، ويعلم حقية ما هداه له وبصره إياه من معرفة وحدانيته، وما عليه قومه من الضلالة من عبادتهم واتخاذهم آلهة دون الله تعالى.

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)}

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} أي: دخل الليل على إبراهيم {رَأَى} إبراهيم {كَوْكَبًا} حين طلع الكوكب رآه {قَالَ هَذَا رَبِّي} اختلفوا في قوله ذلك، فأجراه بعضهم على الظاهر، وقالوا: كان إبراهيم مسترشداً طالباً للتوحيد حتى وفقه الله وآتاه رشده، فلم يضره ذلك في حال الاستدلال، وأيضا كان ذلك في حال طفولته قبل قيام الحجة عليه، فلم يكن كفراً.

وأنكر الآخرون هذا القول، وقالوا: لا يجوز أن يكون لله رسول يأتي عليه وقت من الأوقات إلا وهو لله موحد وبه عارف، ومن كل معبود سواه بريء، وكيف يتوهم هذا على من عصمه الله وطهره وآتاه رشده من قبل وأخبر عنه فقال: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} وقال: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أفتراه أراه الملكوت ليوقن فلما أيقن رأى كوكبا قال: هذا ربي معتقدا؟! فهذا ما لا يكون أبداً، قالوا كان هذا القول منه لمناظرة قومه ومجادلتهم فقط {فَلَمَّا أَفَلَ} غاب {قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} الغائب الذي لا يدوم، علم أن ربه دائم لا يزول.

{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77)}

{فَلَمَّا رَأَى} إبراهيم {الْقَمَرَ بَازِغًا} طالعاً {قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ} غاب {قَالَ} إبراهيم {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي} قيل: ويوفقني لإصابة الحق في توحيده، وقيل: لئن لم يثبتني ربي على الهدى، ليس أنه لم يكن مهتديا، والأنبياء لم يزالوا يسألون الله تعالى الثبات على الإيمان {لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} أي من القوم الذين أخطأوا الحق في ذلك، فلم يصيبوا الهدى، وعبدوا غير الله

{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78)}

{فَلَمَّا رَأَى} إبراهيم {الشَّمْسَ بَازِغَةً} طالعة {قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ} أي: أكبر من الكوكب والقمر {فَلَمَّا أَفَلَتْ} غربت {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} أي من عبادة الآلهة والأصنام، وعبادة إلهاً مع الله تعالى.

قال ابن كثير: وقد اختلف المفسرون في هذا المقام: هل هو مقام نظر أو مناظرة؟ فروى ابن جرير: من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، ما يقتضي أنه مقام نظر، واختاره ابن جرير مستدلا بقوله لئن لم يهدني ربي الآية.

وقال: والحق أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كان في هذا المقام مناظراً لقومه، مبيناً لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام، فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية، التي هي على صور الملائكة السماوية ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم، الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكته، ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر، وغير ذلك مما يحتاجون إليه. وبين في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل، وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة، وهي: القمر وعطارد والزهرة والشمس والمريخ والمشتري وزحل، وأشدهن إضاءة وأشرفهن عندهم الشمس، ثم القمر ثم الزهرة، فبين أولا صلوات الله وسلامه عليه أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية، فإنها مسخرة مقدرة بسير معين، لا تزيغ عنه يمينا ولا شمالا، ولا تملك لنفسها تصرفا، بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة، لما له في ذلك من الحكم العظيمة، وهي تطلع من المشرق ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه، ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال، ومثل هذه لا تصلح للإلهية، ثم انتقل إلى القمر فبين فيه مثل ما بين في النجم، ثم انتقل إلى الشمس كذلك، فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار، وتحقق ذلك بالدليل القاطع. انتهى المراد. والله أعلم

{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ} في عبادتي {لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} للذي خلق السماوات والأرض {حَنِيفًا} وأنا حنيف: مخلص، أي مائل عن الشرك إلى التوحيد، مخلص في عبادتي لله {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الذين يعبدون غير الله معه، فلست منكم أي لست ممن يدين دينكم، ويتبع ملتكم أيها المشركون.

البراءة من الشرك وأهله واجب شرعي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة واتفق عليه أهل العلم والإيمان، وهذا الأصل اليوم يضعف عند الكثير من المسلمين حتى زال عند بعض من يدعي الإسلام فاحذروا.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 13 ذو القعدة 1443
عدد المشاهدات 333
عدد التحميلات 12
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق