الاربعاء 15 ذو الحجة 1446 هـ
11 يونيو 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 10 الحديث 38و39و40و41و42و43و44و45و46و47   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-98 كتاب الصلاة، الحديث 453و454و455و456و457   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 9 الحديث 32و33و34و35و36و37   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-97 كتاب الصلاة، الحديث 447و448و449و450و451و452   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 36-42   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 23-35   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 1-22   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-96 كتاب الصلاة، الحديث 443و444و445و446   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 8 الحديث 27و28و29و30و31   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-95 كتاب الصلاة، الحديث 439و440و441و442      

تفسير سورة النساء 155-159

تفسير سورة النساء 155-159

{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)}

هذه من الذنوب التي ارتكبوها، مما أوجب لعنتهم وطردهم وإبعادهم عن الهدى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} أي: فبسبب نقضهم عهودهم المؤكدة التي أخذها الله عليهم؛ لعنهم الله {وَ} بسبب {كُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللهِ} وهي أدلته التي احتج بها عليهم في صدق أنبيائه ورسله، وكون ما جاءوهم به من عنده حق {وَ} بسبب {قَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} بغير ذنب ارتكبوه استحقوا القتل عليه، بل قتلوهم ظلماً وعدواناً {وَ} بـ {قَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} يعني يقولون: قلوبنا عليها أغطية فلا يصلها ما تدعونا إليه، فلا نفهم ما تقول {بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا} أي: ختم الله على قلوبهم {بِكُفْرِهِمْ} بسبب كفرهم عقوبة لهم {فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} يعني: لا يؤمن ممن كذب الرسل إلا قليلاً، لا ممن طُبع على قلبه بل ممن كذب الرسل؛ لأن من طبع الله على قلبه لا يؤمن أبداً، وأراد بالقليل: عبد الله بن سلام وأصحابه ومن كان مثلهم.

{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)}

{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} وهو الزنا، حين رموها بالزنا كذبوا عليها. يقال: بهته: إذا قال عليه ما لم يفعل.

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)}

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ} يفتخرون بفعلهم هذا الشنيع الذي ظنوا أنهم فعلوه {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} أي لم يقتلوا عيسى ولا صلبوه، بل رفعه الله إليه، ولكنهم قتلوا شخصاً آخر يشبهه فظنوه هو، قوله تبارك وتعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا} من اليهود والنصارى {فِيهِ} في قتل عيسى عليه السلام {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} أي: لفي شك وحيرة من قتله {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} من حقيقة أنه قتل أو لم يقتل {إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} لكنهم يتبعون الظن في قتله. قال الله جل جلاله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} أي: ما قتلوا عيسى متيقنين أنه هو، بل شاكين.

{بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)}

{بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ} بل الحقيقة أن الله رفع عيسى إليه، ولم يقتلوه {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا} منيعاً {حَكِيمًا} ذا حكمة في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور التي يخلقها.

{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}

{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} اليهود والنصارى {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} أي بعيسى عليه السلام {قَبْلَ مَوْتِهِ} أي بعد نزوله في آخر الزمان وقبل موت عيسى، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159] ". انتهى

{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ} يعني: عيسى عليه السلام {عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} أنه قد بلغهم رسالة ربه، وأقر بالعبودية على نفسه.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 12 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 606
عدد التحميلات 15
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق