الخميس 26 ربيع الاول 1447 هـ
18 سبتمبر 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-108 كتاب الصلاة، الحديث 510و511و512و513   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 14 الحديث 70و71و72و73و74و75و76   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-107 كتاب الصلاة، الحديث 504و505و506و507و508و509   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-106 كتاب الصلاة، الحديث 496و497و498و499و500و503,502,501   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-105 كتاب الصلاة، الحديث 493و494و495   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 13 الحديث 58و59و60و61و62و63و64و65و66و67و68و69   المقالات: الشام في عهد عمر بن الخطاب   المقالات: الشام في عهد أبي بكر الصديق   المقالات: تاريخ الشام من البعثة النبوية   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 105-111 (آخر السورة)      

تفسير سورة النساء 71-74

تفسير سورة النساء 71-74

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71)}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} من عدوكم، أي: خذوا عدة القتال وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوكم لغزوهم وحربهم {فَانْفِرُوا}اخرجوا إلى عدوكم {ثُبَاتٍ} أي: سرايا متفرقين سرية بعد سرية، والثبات جماعات في تفرقة، واحدتها ثُبَة، فمعنى الكلام: فاخرجوا إلى عدوكم جماعة بعد جماعة متسلحين {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} أي مجتمعين كلكم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72)}

{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} هذا وصف من الله تبارك وتعالى للمنافقين، وصفهم لنبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه ووصفهم بصفتهم، وإنما قال: (منكم) لاجتماعهم مع أهل الإيمان في النسب وإظهار الإسلام، لا في حقيقة الإيمان (لَيُبَطِّئَنَّ) أي: ليتأخرن، وليتثاقلن عن الخروج إلى الجهاد {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} أي: قتل وهزيمة وجراح {قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ} بالقعود {إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} أي: حاضراً في تلك الغزاة فيصيبني ما أصابهم.

{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

{وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ} فتح وغنيمة {لَيَقُولَنَّ} هذا المنافق {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} أي محبة، والأصل أن المحبة مقطوعة بين المشركين والمنافقين وبين المؤمنين، فقال البعض: أي: فيما يظهر، وقال السمعاني: أي: معاقدة ومعاهدة على الجهاد، وقيل: أراد به: مودة الصحبة. انتهى ليقولن: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} في تلك الغزاة {فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} أي: آخذ نصيباً وافراً من الغنيمة.

قال الطبري: هذا خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء المنافقين أن شهودهم الحرب مع المسلمين إن شهدوها لطلب الغنيمة، وإن تخلفوا عنها فللشك الذي في قلوبهم، وأنهم لا يرجون لحضورها ثواباً ولا يخافون بالتخلف عنها من الله عقاباً. انتهى

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)}

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ} أي لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه {الَّذِينَ يَشْرُونَ} أي يبيعون {الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} أي: فليقاتل في سبيل الله الذين يبيعون حياتهم الدنيا بثواب الآخرة وما وعد الله أهل طاعته فيها، وبيعهم إياها بالآخرة؛ إنفاقهم أموالهم في طلب رضا الله؛ كجهاد أعدائه وأعداء دينه، وبذلهم أنفسهم له في ذلك. أخبر جل ثناؤه بما لهم في ذلك إذا فعلوه {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ} لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه وإقامته {فَيُقْتَلْ} فيقتله أعداء الله {أَوْ يَغْلِبْ} أو يغلبهم فيظفر بهم وينتصر عليهم {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} نعطيه في كلا الوجهين {أَجْرًا عَظِيمًا} فسوف نعطيه في الآخرة ثواباً وأجراً عظيماً.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 12 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 399
عدد التحميلات 15
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق