السبت 17 جمادة الاخرة 1447 هـ
06 ديسمبر 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 16 الحديث 86-92   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-114 كتاب الصلاة، الحديث 543-551   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-113 كتاب الصلاة، الحديث 533-542   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 15 الحديث 77-85   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-112 كتاب الصلاة، الحديث 528-532   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-111 كتاب الصلاة، الحديث 523و524و525و526و527   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-110 كتاب الصلاة، الحديث 517و518و519و520و521و522   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-109 كتاب الصلاة، الحديث 514و515و516   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-108 كتاب الصلاة، الحديث 510و511و512و513   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 14 الحديث 70و71و72و73و74و75و76      

تفسير سورة آل عمران 181-184

تفسير سورة آل عمران 181-184

{لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}

{لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} من اليهود {إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} قيل بأنهم قالوا لا يطلب القرض إلا الفقير يطلبه من الغني، والله طلب منا القرض فهو فقير ونحن أغنياء {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} سنحفظ عليهم ما قالوا من الإفك والفرية على الله؛ فنجازيهم به {وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} وكذلك سنحفظ عليهم قتلهم الأنبياء بغير حق ونجازيهم به {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي: النار المحرقة.

{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}

{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} أي قولنا لهم يوم القيامة: ذوقوا عذاب الحريق؛ بسبب ما عملوه في الدنيا {وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} فلا يظلم فيعذب من لا يستحق العذاب.

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا} أوصانا وتقدم إلينا في كتبه وعلى ألسن أنبيائه {أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} أي: أن لا نصدق رسولاً فيما يقول إنه جاء به من عند الله، من أمر ونهي وغير ذلك، ولا نتبعه {حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} فيكون دليلا على صدقه، والقربان: كل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من نسيكة وصدقة وعمل صالح، وكانت القرابين والغنائم لا تحل لبني إسرائيل، وكانوا إذا قربوا قربانا أو غنموا غنيمة جاءت نار من السماء، فتأكله وتحرق ذلك القربان وتلك الغنيمة؛ فيكون ذلك علامة القبول، وإذا لم يقبل بقيت على حالها، فأكل النار ما قربه أحدهم لله في ذلك الزمان كان دليلا على قبول الله منه ما قرب له، ودلالة على صدق المقرب فيما ادعى أنه محق فيما قال {قُل} يا محمد {قَدْ جَاءَكُمْ} يا معشر اليهود {رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ} بالأدلة على صدقهم {وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} من القربان الذي تأكله النار {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ } فلماذا قتلتموهم بعد أن جاءوكم بالأدلة وبما طلبتم وعلمتم أنهم من عند الله؟! وأراد بذلك أسلافهم: من مضى من آبائهم؛ فهم من فعل ذلك، فخاطبهم بذلك لأنهم رضوا بفعل أسلافهم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في زعمكم الذي زعمتموه من أن الله عهد إليكم بما ذكرتم.

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} هذا تعزية من الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على الأذى الذي كان يناله من اليهود وأهل الشرك بالله من سائر أهل الملل، يقول الله تعالى له: لا يَحزنْك يا محمد كذب هؤلاء الذين قالوا ذلك، ولا يعظمن عليك تكذيبهم إياك، وادعاؤهم الأباطيل من عهود الله إليهم، فإنهم إن فعلوا ذلك بك فكذبوك مع ما جئتهم به من الحق؛ فقد كذبت أسلافهم من رسل الله قبلك من جاءهم بالحجج القاطعة العذر، والأدلة الباهرة العقل، والآيات المعجزة الخلق، وذلك هو البينات، وأما الزبر: فإنه جمع زبور: وهو الكتاب، وكل كتاب فهو زبور {وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} الواضح المضيء.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 872
عدد التحميلات 13
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق