الخميس 5 ربيع الاول 1447 هـ
28 اغسطس 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-106 كتاب الصلاة، الحديث 496و497و498و499و500و503,502,501   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-105 كتاب الصلاة، الحديث 493و494و495   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 13 الحديث 58و59و60و61و62و63و64و65و66و67و68و69   المقالات: الشام في عهد عمر بن الخطاب   المقالات: الشام في عهد أبي بكر الصديق   المقالات: تاريخ الشام من البعثة النبوية   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 105-111 (آخر السورة)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-104 كتاب الصلاة، الحديث 483و484و485و486و487و488و489و490و491و492   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 43-104   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-103 كتاب الصلاة، الحديث 477و478و479و480و481و482      

تفسير سورة آل عمران 181-184

تفسير سورة آل عمران 181-184

{لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}

{لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} من اليهود {إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} قيل بأنهم قالوا لا يطلب القرض إلا الفقير يطلبه من الغني، والله طلب منا القرض فهو فقير ونحن أغنياء {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} سنحفظ عليهم ما قالوا من الإفك والفرية على الله؛ فنجازيهم به {وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} وكذلك سنحفظ عليهم قتلهم الأنبياء بغير حق ونجازيهم به {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي: النار المحرقة.

{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)}

{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} أي قولنا لهم يوم القيامة: ذوقوا عذاب الحريق؛ بسبب ما عملوه في الدنيا {وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} فلا يظلم فيعذب من لا يستحق العذاب.

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)}

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا} أوصانا وتقدم إلينا في كتبه وعلى ألسن أنبيائه {أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} أي: أن لا نصدق رسولاً فيما يقول إنه جاء به من عند الله، من أمر ونهي وغير ذلك، ولا نتبعه {حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} فيكون دليلا على صدقه، والقربان: كل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من نسيكة وصدقة وعمل صالح، وكانت القرابين والغنائم لا تحل لبني إسرائيل، وكانوا إذا قربوا قربانا أو غنموا غنيمة جاءت نار من السماء، فتأكله وتحرق ذلك القربان وتلك الغنيمة؛ فيكون ذلك علامة القبول، وإذا لم يقبل بقيت على حالها، فأكل النار ما قربه أحدهم لله في ذلك الزمان كان دليلا على قبول الله منه ما قرب له، ودلالة على صدق المقرب فيما ادعى أنه محق فيما قال {قُل} يا محمد {قَدْ جَاءَكُمْ} يا معشر اليهود {رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ} بالأدلة على صدقهم {وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} من القربان الذي تأكله النار {فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ } فلماذا قتلتموهم بعد أن جاءوكم بالأدلة وبما طلبتم وعلمتم أنهم من عند الله؟! وأراد بذلك أسلافهم: من مضى من آبائهم؛ فهم من فعل ذلك، فخاطبهم بذلك لأنهم رضوا بفعل أسلافهم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في زعمكم الذي زعمتموه من أن الله عهد إليكم بما ذكرتم.

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)}

{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} هذا تعزية من الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم على الأذى الذي كان يناله من اليهود وأهل الشرك بالله من سائر أهل الملل، يقول الله تعالى له: لا يَحزنْك يا محمد كذب هؤلاء الذين قالوا ذلك، ولا يعظمن عليك تكذيبهم إياك، وادعاؤهم الأباطيل من عهود الله إليهم، فإنهم إن فعلوا ذلك بك فكذبوك مع ما جئتهم به من الحق؛ فقد كذبت أسلافهم من رسل الله قبلك من جاءهم بالحجج القاطعة العذر، والأدلة الباهرة العقل، والآيات المعجزة الخلق، وذلك هو البينات، وأما الزبر: فإنه جمع زبور: وهو الكتاب، وكل كتاب فهو زبور {وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} الواضح المضيء.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 822
عدد التحميلات 12
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق