الخميس 18 ربيع ثان 1447 هـ
09 اكتوبر 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-109 كتاب الصلاة، الحديث 514و515و516   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-108 كتاب الصلاة، الحديث 510و511و512و513   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 14 الحديث 70و71و72و73و74و75و76   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-107 كتاب الصلاة، الحديث 504و505و506و507و508و509   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-106 كتاب الصلاة، الحديث 496و497و498و499و500و503,502,501   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-105 كتاب الصلاة، الحديث 493و494و495   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 13 الحديث 58و59و60و61و62و63و64و65و66و67و68و69   المقالات: الشام في عهد عمر بن الخطاب   المقالات: الشام في عهد أبي بكر الصديق   المقالات: تاريخ الشام من البعثة النبوية      

تفسير سورة آل عمران 152-153

تفسير سورة آل عمران 152-153

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}

{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ} ولقد صدقكم الله وعده أيها المؤمنون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، أي لقد وفيت لكم بما وعدتكم من النصر على عدوكم، وعدهم النصر على عدوهم إن هم أطاعوا أمره، فأطاعوا في بداية القتال فانتصروا كما وعدهم الله {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} أي حين تقتلونهم بقضاء الله، أخرج البخاري عن البراء رضي الله عنه قال: جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ»، فَهَزَمُوهُمْ، قَالَ: فَأَنَا وَاللهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ، قَدْ بَدَتْ خَلاَخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ" انتهى المراد، فذلك قوله تعالى: (إذ تحسونهم بإذنه) أي حين تقتلونهم بقضاء الله، قال أهل العلم: الحَس: القتل {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} أي فلما فشِلتم أي: ضعفتم في أمر رسول الله {وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ} معنى التنازع: الاختلاف، وكان اختلافهم أن الرماة الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم على الجبل اختلفوا حين انهزم المشركون، قال البراء في الحديث المتقدم: فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمِ الغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: وَاللهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ" انتهى المراد {وَعَصَيْتُمْ} يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم وخالفتم أمره، يعني الرماة الذين نزلوا عن الجبل الذي أمرهم بالثبات عليه وعدم النزول حتى يأذن لهم {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ} الله أيها المسلمون { مَا تُحِبُّونَ} أراكم النصر على عدوكم وهزيمتهم قبل نزول الرماة عن الجبل { مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} يعني: الرماة الذين تركوا مكانهم على الجبل وأقبلوا على الغنيمة {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} يعني: الذين ثبتوا من الرماة على الجبل مع عبد الله بن جبير { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ} أي ردكم عنهم بالهزيمة {لِيَبْتَلِيَكُمْ} ليمتحنكم، وقيل: لينزل البلاء عليكم {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} فلم يستأصلكم بعد المعصية والمخالفة منكم لأمر نبيكم قال أهل العلم: «ولقد عفا الله عن عظيم ذلك لم يهلكم بما أتيتم من معصية نبيكم، ولكن عدتم بفضلي عليكم» {وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وأنت منهم. قال أهل العلم: «وكذلك من الله على المؤمنين أن عاقبهم ببعض الذنوب في عاجل الدنيا أدباً وموعظة، فإنه غير مستأصل لكل ما فيهم من الحق له عليهم، لما أصابوا من معصيته؛ رحمة لهم، وعائدة عليهم لما فيهم من الإيمان». انتهى

{إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)}

{إِذْ تُصْعِدُونَ} يعني: ولقد عفا عنكم إذ تذهبون في الأرض هاربين من عدوكم {وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} أي: لا يلتفت بعضكم إلى بعض { وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ } أي: في آخركم ومن ورائكم، يدعوكم إلى ترك الفرار من الأعداء، وإلى الرجوع إلى القتال، قال البراء: "فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ" انتهى المراد { فَأَثَابَكُمْ} فجازاكم، جعل الإثابة بمعنى العقاب، ومعناه: جعل مكان الثواب الذي كنتم ترجون {غَمًّا بِغَمٍّ} أي: غما على غم، وقيل: غما متصلا بغم، فالغم الأول: ما فاتهم من الظفر والغنيمة، والغم الثاني: ما نالوا من القتل والهزيمة أوما سمعوه من موت النبي صلى الله عليه وسلم {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من الفتح والغنيمة {وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} أي: ولا على ما أصابكم من القتل والهزيمة {وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ذو خبرة وعلم بما تعملون، وسيجازيكم به المحسن منكم بإحسانه، والمسيء بإساءته، أو يعفو عنه.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 1689
عدد التحميلات 17
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق