الخميس 16 ذو الحجة 1446 هـ
12 يونيو 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 10 الحديث 38و39و40و41و42و43و44و45و46و47   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-98 كتاب الصلاة، الحديث 453و454و455و456و457   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 9 الحديث 32و33و34و35و36و37   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-97 كتاب الصلاة، الحديث 447و448و449و450و451و452   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 36-42   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 23-35   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 1-22   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-96 كتاب الصلاة، الحديث 443و444و445و446   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 8 الحديث 27و28و29و30و31   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-95 كتاب الصلاة، الحديث 439و440و441و442      

تفسير سورة آل عمران 116-118

تفسير سورة آل عمران 116-118

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116)}

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا} أي: لا تدفع عنهم العذاب أموالهم بالفدية، ولا أولادهم بالنصرة من الله شيئاً، وخصهما بالذكر؛ لأن الإنسان يدفع عن نفسه الشر تارة بفداء المال، يدفع المال كي يتخلص من الشر، وتارة بالاستعانة بالأولاد، وكلاهما لن يدفعوا عن الكفار عذاب الله {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} جعلهم من أصحابها لأنهم أهلها لا يخرجون منها ولا يفارقونها، كصاحب الرجل لا يفارقه {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صحبتهم إياها صحبة لا انقطاع لها، وهذا تأكيد للصحبة الدائمة وعدم الانقطاع.

{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)}

{ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ} أي شبه ما يتصدق به الكافر من ماله {فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } يعني جميع نفقات الكفار في الدنيا وصدقاتهم {كَمَثَلِ} كشبه {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } أي فيها برد شديد { أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ } زرع قوم { ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } بارتكابهم الكفر، والمعاصي، ومنع حق الله تعالى { فَأَهْلَكَتْهُ } فمعنى الآية: مثل نفقات الكفار وذهابها وقت الحاجة إليها كمثل زرع أصابته ريح باردة فأهلكته فلم ينتفع أصحابه منه بشيء، وكذلك الكافر لا ينتفع بشيء من صدقاته ونفقاته مع كفره {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ} بإحباط عملهم وإبطال أجورهم {وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بالكفر والمعاصي، وقد بين لهم بالأدلة القاطعة أنه لا يقبل عملا من عامل إلا مع إخلاص التوحيد له، والإقرار بنبوة أنبيائه، وتصديق ما جاءوهم به، ولكنهم أبوا إلا الكفر.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً} بطانة الرجل: خاصته، أي الأصحاب المقربون منه، الذين يعلمون أسراره، ويستشيرهم في أمره، سماهم بطانة تشبيهاً لهم ببطانة الثوب التي تلي بطنه؛ لأنهم يستبطنون أمره ويطلعون منه على ما لا يطلع عليه غيرهم {مِنْ دُونِكُمْ } من غير المسلمين، أي: لا تتخذوا أولياءً وأصحاباً أصفياءَ من غير أهل دينكم.

ثم بين العلة في النهي عن مباطنتهم فقال جل ذكره: { لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا } أي هؤلاء الذين هم من غير ملتكم، لا يقصرون ولا يتركون جُهدَهم في إدخال الشر والفساد عليكم، والخبال: الشر والفساد {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} أي يودون عنتكم، أي يتمنون لكم ما يشق عليكم من الضرر والشر والهلاك، والعنت: المشقة { قَدْ بَدَتِ} أي ظهرت {الْبَغْضَاءُ} أي: البغض، معناه ظهرت أمارة العداوة { مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} بالشتيمة والوقيعة في المسلمين، وقيل: بإِطلاع المشركين على أسرار المسلمين { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ} من العداوة والغيظ {أَكْبَرُ } أعظم مما قد بدا لكم بألسنتهم { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ} أيها المؤمنون {الْآيَاتِ} أي العبر، أي قد بينا لكم أيها المؤمنون من أمر هؤلاء الكفار الذين نهيناكم أن تتخذوهم بطانة من دون المؤمنين؛ ما تعتبرون وتتعظون به من أمرهم {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } يعني إن كنتم تعقلون مواعظ الله وأمره ونهيه، وتعرفون نفع ذلك لكم، وكم يعود عليكم بالخير.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 683
عدد التحميلات 12
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق