الاثنين 28 شوال 1445 هـ
06 مايو 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-51، كتاب الوضوء، الحديث 183و184و185و186   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-50، كتاب الوضوء، الحديث 176و177و178و179و180و181و182   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175      

مصافحة النساء

السؤال
انتشر كثيرا في هذا الزمان مصافحة الرجال للنساء و الرجال للنساء، و قد أصبح الذين لا يصافحون غرباء في هذا الزمان، فهل يجوز شيخنا بارك الله فيكم إذا مدت المرأة للرجل يدها لتصافحه أن يغطي يده بثوب أو نحوه و يصافحها رفعا للحرج، أم أن الإنسان يكتفي بعدم مد اليد و بيان السبب هذا علما أن هذا يسبب لنا إحراجا كبيرا سيما مع زوجات الإخوان و الأعمام و الأخوال و غيرهن ممن هن أكبر سنا، فيخشى أن يحسبن أن في هذا احتقارا لهن أو ما شابه بسبب فشو الجهل بالدين. و من جهة أخرى هل يجوز للمرأة التي تلبس القفازين أن تصافح الرجل، يعني هل العبرة بالمس المباشر أم أن التحريم عام سواء كانت المصافحة بحاجز كثوب أو نحوه أو كانت دون ذلك. أفتونا في المسألة تفصيلا بارك الله فيكم فقد حصل لنا بهذا حرج كبير، و زادنا هذا الأمر غربة على غربة الحق و قساوته، و بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على ما تبينونه لنا من الحكمة و النور
الاجابة

الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ؛

فاعلم بارك الله فيك أن المسلم يجب أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يضعف أمام مخالفة المخالفيين ، نعم الحكمة مطلوبة في الدعوة إلى الله وفي معاملة الناس ، ولكن لا يجوز أن نتنازل عن شرع ربنا كي نرضي غيره أو ندفع عن أنفسنا انتقادات الآخرين ، أو من أجل دفع الإحراج الذي يقع ، الإحراج يكون في البداية ثم ينتشر الأمر ويزول الإحراج . مصافحة النساء الأجنبيات غير جائزة مطلقا بحائل وبغير حائل

قال الإمام ابن باز رحمه الله : وليس للمسلم أن يصافح المرأة الأجنبية عنه ولو مدت يدها إليه . ويخبرها أن المصافحة لا تجوز للرجال الأجانب ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين بيعته للنساء : "إني لا أصافح النساء " وثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امراة قط ، ما كان يبايعهن إلا بالكلام » وقد قال الله عز وجل : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } ولأن المصافحة للنساء من غير محارمهن من وسائل الفتنة للطرفين فوجب تركها .

أما السلام الشرعي الذي ليس فيه فتنة ومن دون مصافحة ولا ريبة ولا خضوع بالقول ومع الحجاب وعدم الخلوة فلا بأس به ، لقول الله عز وجل : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا } ولأن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن يسلمن عليه ويستفتينه فيما يشكل عليهن ، وهكذا كانت النساء يستفتين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يشكل عليهن . أما مصافحة المرأة للنساء ولمحارمها من الرجال كأبيها وأخيها وعمها وغيرهم من المحارم فليس في ذلك بأس , والله ولي التوفيق .انتهى

وسئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله : يوجد في بلدنا عادة وهي المصافحة باليد للنساء الأجنبيات ، كزوجة الأخ أو زوجة العم أو الخال ، وذلك عندما يقدم الرجل من سفره ونحوه ، ويكثر هذا أيام الأعياد ، وإذا امتنع الإنسان عن فعل هذا وصفوه بالتشدد والتعقيد ، وربما التكبر أيضاً ، فما رأيكم في هذا ؟ فقال رحمه الله : لا يجوز للمرأة أن تصافح إلا زوجها ومحارمها فقط ، فلا تصافح أخا زوجها ؛ لأنه ليس محرما ، ولا ابن خالها ، ولا ابن عمها ، ولا غيرهم ممن ليسوا من محارمها ، وإذا امتنع الإنسان من ذلك فليبين أن هذا حرام ، ويقول تطييب لقلوبهم: اسألوا العلماء ، فإن أبوا أن يسألوا العلماء ووصفوه بالكبرياء أو ما أشبه ذلك فليصفوه بما شاءوا ، ما دام على ما يرضي الله فلا يهمه أحد ، أتدري بماذا وصف الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ المجنون، والساحر والشاعر والكاهن والكذاب وكل وصف . هل هذا منعه أن يقول الحق؟ لا ؛ بل هذا مما يضاعف الثواب به للإنسان ، حيث يثاب بترك المحرم من وجه وعلى ما يصيبه من أذى من وجه آخر وما أعظم الخطر على أولئك الذين يؤذون المتمسكين بالدين ؛ لأن الله تعالى يقول: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا . دعهم يقولون ما شاءوا ، والحق منصور ولو على المدى الطويل ، يقول ابن القيم رحمه الله في النونية : والحق منصور وممتحن فلا ....... تعجب فهذي سنة الرحمن

إذا : لا تصافح، وأعلن أن هذا حرام، وقل: يا جماعة! إن كنتم في شك فهؤلاء العلماء عندكم. انتهى كلام الشيخ . والله أعلم

قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 4 ربيع الاول 1430
عدد المشاهدات 1807
عدد التحميلات 70
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق