مصافحة النساء

الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ؛

فاعلم بارك الله فيك أن المسلم يجب أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يضعف أمام مخالفة المخالفيين ، نعم الحكمة مطلوبة في الدعوة إلى الله وفي معاملة الناس ، ولكن لا يجوز أن نتنازل عن شرع ربنا كي نرضي غيره أو ندفع عن أنفسنا انتقادات الآخرين ، أو من أجل دفع الإحراج الذي يقع ، الإحراج يكون في البداية ثم ينتشر الأمر ويزول الإحراج . مصافحة النساء الأجنبيات غير جائزة مطلقا بحائل وبغير حائل

قال الإمام ابن باز رحمه الله : وليس للمسلم أن يصافح المرأة الأجنبية عنه ولو مدت يدها إليه . ويخبرها أن المصافحة لا تجوز للرجال الأجانب ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين بيعته للنساء : "إني لا أصافح النساء " وثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امراة قط ، ما كان يبايعهن إلا بالكلام » وقد قال الله عز وجل : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } ولأن المصافحة للنساء من غير محارمهن من وسائل الفتنة للطرفين فوجب تركها .

أما السلام الشرعي الذي ليس فيه فتنة ومن دون مصافحة ولا ريبة ولا خضوع بالقول ومع الحجاب وعدم الخلوة فلا بأس به ، لقول الله عز وجل : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا } ولأن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن يسلمن عليه ويستفتينه فيما يشكل عليهن ، وهكذا كانت النساء يستفتين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يشكل عليهن . أما مصافحة المرأة للنساء ولمحارمها من الرجال كأبيها وأخيها وعمها وغيرهم من المحارم فليس في ذلك بأس , والله ولي التوفيق .انتهى

وسئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله : يوجد في بلدنا عادة وهي المصافحة باليد للنساء الأجنبيات ، كزوجة الأخ أو زوجة العم أو الخال ، وذلك عندما يقدم الرجل من سفره ونحوه ، ويكثر هذا أيام الأعياد ، وإذا امتنع الإنسان عن فعل هذا وصفوه بالتشدد والتعقيد ، وربما التكبر أيضاً ، فما رأيكم في هذا ؟ فقال رحمه الله : لا يجوز للمرأة أن تصافح إلا زوجها ومحارمها فقط ، فلا تصافح أخا زوجها ؛ لأنه ليس محرما ، ولا ابن خالها ، ولا ابن عمها ، ولا غيرهم ممن ليسوا من محارمها ، وإذا امتنع الإنسان من ذلك فليبين أن هذا حرام ، ويقول تطييب لقلوبهم: اسألوا العلماء ، فإن أبوا أن يسألوا العلماء ووصفوه بالكبرياء أو ما أشبه ذلك فليصفوه بما شاءوا ، ما دام على ما يرضي الله فلا يهمه أحد ، أتدري بماذا وصف الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ المجنون، والساحر والشاعر والكاهن والكذاب وكل وصف . هل هذا منعه أن يقول الحق؟ لا ؛ بل هذا مما يضاعف الثواب به للإنسان ، حيث يثاب بترك المحرم من وجه وعلى ما يصيبه من أذى من وجه آخر وما أعظم الخطر على أولئك الذين يؤذون المتمسكين بالدين ؛ لأن الله تعالى يقول: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا . دعهم يقولون ما شاءوا ، والحق منصور ولو على المدى الطويل ، يقول ابن القيم رحمه الله في النونية : والحق منصور وممتحن فلا ....... تعجب فهذي سنة الرحمن

إذا : لا تصافح، وأعلن أن هذا حرام، وقل: يا جماعة! إن كنتم في شك فهؤلاء العلماء عندكم. انتهى كلام الشيخ . والله أعلم