الثلاثاء 29 شوال 1445 هـ
07 مايو 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-51، كتاب الوضوء، الحديث 183و184و185و186   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-50، كتاب الوضوء، الحديث 176و177و178و179و180و181و182   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175      

ف-71 الموعظة عند القبر

السؤال
أحسن الله إليك شيخنا وبارك فيكم وفى علمكم ،إنى أحبك فى الله ولله ،سؤالى شيخنا هو:كيف نجمع بين تبويب الإمام البخارى فى صحيحه "موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله "وبين قول القائل بعد أن سرد حديث البراء بن عازب وحديث عثمان بن عفان وحديث أنس بن مالك -رضى الله تعالى عنهم جميعا -قال " وهذه الحالات المنقولةُ عنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنّما صدرت منه على وجه تعليم حُكْمٍ، أو نصيحةٍ بفعلٍ، أو إخبارٍ بغيبٍ، أو إرشادٍ إلى اعتقادٍ، فلم تَجْرِ على هيئةِ الخُطَب الدينية التي شأنها البسط والإيضاحُ ولا المواعظ المنبرية، لذلك لم يُنْقَل عن السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين أنّهم جعلوا مَحَلَّ القبرِ مقامَ خُطْبَة الناس ووعظهم عند الدفن أو في أثنائه أو بعده" -لأن هذا الأمر شيخنا أشكل على بعض طلبة العلم ،وجزاكم الله خيرا ؟
الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أحبك الله الذي أحببتنا فيه

فأفضل ما قيل في هذه المسألة هو ما قاله الشيخ ابن عثيمين وغيره من أهل العلم ، سئل رحمه الله : فضيلة الشيخ! ما مشروعية الموعظة عند القبر؟ فقد سمعنا مَن يقول: إنها ما وردت عن الرسول، وسمعنا مَن يقول: إنها سنة

فقال رحمه الله : القول بأنها (ما وردت) على إطلاقه غير صحيح، والقول بأنها (سنة) غير صحيح، ووجه ذلك أنه لم يرد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقف عند القبر أو في المقبرة إذا حضرت الجنازة، ثم يعظ الناس ويذكرهم، هذا ما سمعنا به، وهو بدعة، وربما يؤدي في المستقبل إلى شيء أعظم؛ ربما يؤدي إلى أن يتطرق المتكلم إلى الكلام عن الرجل الميت الحاضر، مثل أن يكون هذا الرجل فاسقا مثلا، ثم يقول: انظروا إلى هذا الرجل! بالأمس كان يلعب، بالأمس كان يستهزئ، بالأمس كان كذا وكذا، والآن هو في قبره مرتهن، أو يتكلم في تاجر مثلا، فيقول: انظروا إلى فلان، بالأمس كان في القصور والسيارات والخدم والحشم والآن انظروا حاله. فلهذا نرى ألا تفعل هذه؛ لأن هذه ليست من السنة، فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقف إذا فرغ من دفن الميت أو إذا كان في انتظار دفن الميت، فيقوم ويخطب الناس، أبدا، ولا عهدنا هذا أيضا في مشايخنا السابقين، وهم أقرب إلى السنة منا، ولا عهدنا هذا أيضا فيمن قبلهم من الأصحاب، فما كان الناس في عهد أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي -فيما نعلم- يفعلون هذا، وخير الهدي هدي من سلف إذا وافق الحق. وأما الموعظة التي تعتبر كلام مجلس، فهذه لا بأس بها، فإنه قد ثبت في السنن أن الرسول عليه الصلاة والسلام أتى إلى بقيع الغرقد وفيه أناس يدفنون ميتا لهم؛ لكن الميت لم يلحد بعد، أي: معناه أنهم يحفرون القبر، فجلس وجلس حوله أصحابه، وجعل يحدثهم بحال الإنسان عند موته، وحال الإنسان بعد دفنه حديثا هادئا ليس على سبيل الخطبة. وكذلك ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما أنه جلس على شفير قبر ابنته وهي تدفن فقال عليه الصلاة والسلام: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار! فقالوا: يا رسول الله! ففيم العمل؟! قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له). فالحاصل: أن الموعظة عند القبر التي هي قيام الإنسان ليخطب هذه لا شك أنها ليست من السنة، ولا تنبغي، لما عرفت مما سيحدث في المستقبل، وأما الموعظة مثل أن يكون الإنسان جالسا ويدعو حوله أصحابه، ثم يتكلم بما يناسب فهذا طيب، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 11 صفر 1430
عدد المشاهدات 1570
عدد التحميلات 57
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق