الثلاثاء 8 شوال 1445 هـ
16 ابريل 2024 م
جديد الموقع   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161      

شرح البيقونية مفرغا -4 الجزء الثاني

ثم قال : وَمُبهَمٌ مَا فيهِ رَاوٍ لْم يُسَـمْ .

المبهم : عرَّفه الناظم بقوله : ما فيه راوٍ لم يُسَم ، يعني أي إسناد فيه راوٍ لم يسم ؛ فهذا الإسناد يسمى إسنادا مبهما ، كيف لا يسمى ؟

كأن يقول الراوي حدثني شيخ .

من هذا الشيخ ؟

لا نعرفه ، لم يسم ، لم يقل بكر ولا علي ولا زيد ولا ... إلى آخره ، قال حدثني شيخ : هذا لفظ المبهم ليس فيه بيان ، أو حدثني رجل أو حدثتني امرأة ، فكل هذه ألفاظ مبهمة لم يسم الراوي ، أو حدثني الثقة : هذا أيضاً لفظ مبهم ، لكن عندما يقول : حدثني الثقة هذا ننظر إلى حاله هل نقبل توثيقه أم لا ؟

المهم هنا أن الإسناد إذا كان فيه راوٍ مبهم يسمى إسنادا مبهما .

طيب من حيث القبول والرد : نقول : نجمع طرق الحديث فإن استطعنا أن نقف على اسم هذا الراوي وعرفناه ، عندئذ نحكم عليه بما يستحق ؛ إن عرفنا أنه ثقة وأنه مقبول الحديث ، صححنا حديثه ، وإن عرفناه بالضعف وأنه ضعيف ولا يُقبل رددنا حديثه ، وإذا لم نعرفه عندئذ نرد حديثه لأننا لا ندري ما حاله لعله يكون ضعيفاً أو متروكاً أو كذاباً أو يكون ثقة لا ندري ؛ فلذلك نرد حديثه من باب التوقف فيه .

فالإسناد الذي فيه راوٍ مبهم لا يقبل .

والإبهام يكون في السند ويكون في المتن .

كيف يكون في المتن ؟

كأن يقول الصحابي : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال كذا وكذا ، أو جاءت امرأة وأخذت بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت له كذا وكذا . رجل وامرأة مبهمان ، من هما ؟ لا نعرفهما؛ لكن الإبهام في المتن لا يؤثر في صحة الحديث ، إذا كان الإسناد عندنا صحيحا ؛ فإذاً ، إبهام هذا الرجل الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يضرنا من ناحية الصحة أو الضعف ، فلا يقال فيه بأنه مردود أو مقبول ؛ لأن فيه راويا مبهما في متنه ، لا ، الإبهام يضر إذا كان في الإسناد .

هذا فيما يتعلق بالمُعَنعن والمبهم .

نسيت أن أنبه على شيء بالنسبة للغريب والعزيز والمشهور .

بالنسبة للغريب والعزيز والمشهور من ناحية القبول والرد ؛ وصْف الحديث بأنه غريب أو مشهور أو عزيز لا يؤثر فيه من ناحية القبول والرد ؛ إنما نعرف فقط كم من الرواة روى لنا هذا الحديث .

عندما أقول لك هذا حديث غريب تعرف أن أقل طبقة فيه فيها راوٍ واحد ، إذا قلت لك : عزيز ؛ تعرف أن أقل طبقة فيه فيها راويان ، إذا قلت لك بأنه مشهور ؛ تعرف أن أقل طبقة فيه فيها ثلاثة رواة فأكثر ما لم يبلغ حد التواتر ، وربما يكون الغريب صحيحاً ، وربما يكون ضعيفاً .

وربما كذلك العزيز والمشهور يكونان صحيحين ، وربما يكونان ضعيفين .

الأمر يرجع إلى النظر في الأسانيد ، أما مجرد الوصف بالغرابة أو بالعزة أو بالشهرة لا يؤثر من ناحية القبول والرد. وإن كان أهل الحديث يقولون : إن غالب الغرائب أو كثيرا منها يغلب عليه الضعف ؛ لكن لا يعني ذلك أن كل غريب يعتبر ضعيفاً ؛ خير شاهد على ذلك حديث " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " هو حديث غريب تفرد به عمر بن الخطاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفرد به عن عمر علقمة بن وقاص الليثي ، وتفرد به عن علقمة محمد بن إبراهيم التيمي فهو غريب وثلاث طبقات فيه فيها راوٍ واحد واحد واحد ويحيى بن سعيد كذلك تفرد به ثم بعد ذلك اشتهر هذا الحديث عن يحيى بن سعيد .

هذا خلاصة ما سنذكره في هذا اليوم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى .

الأسئلة على هذا الدرس :

السؤال الأول : متى يصل الحديث إلى حد التواتر ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .

الجواب : الراجح من كلام أهل العلم في هذا الأمر أنه ليس له عدد معين ( أن الحديث المتواتر ليس له عدد معين) لكن إذا رواه جمع (من الرواة ) يستحيل في هؤلاء الجمع أن يتفقوا على الكذب أو وُصِف هؤلاء الرواة بأوصاف أو احتفَّت به قرائن تقويه وتدعمه مع الكثرة ، عندئذ يكون الحديث متواتراً ، يعني إن الحكم على الحديث بالتواتر سيختلف من عالم لآخر على حسب ما ينقدح في نفسه وعلى حسب ما تحتفّ به من القرائن التي تكون مقنعة للمحدِّث .

السؤال الثاني : ما الفرق بين ( حدثنا ) و ( أخبرنا ) عند المحدِّثين ؟

الجواب : ( حدثنا ( و ( أخبرنا ) عند كثير من المحدثين لا فرق بينهما ، وأنهما صيغتان للتحديث وهناك من فرق بينهما بأن جعل ( حدثنا ) للسماع من الشيخ ، و ( أخبرنا ) للقراءة على الشيخ ، لكن الكثير من أهل الحديث لا يفرقون بينهما بتاتاً .

السؤال الثالث : بارك الله فيكم هل تُعَدّ طبقات الحديث في طريق واحد أو باجتماع الطرق للحديث الواحد ؟

الجواب : إذا جمعت طرق الحديث بالكامل ونظرت فيها ، عندئذ تحكم عليه بالغرابة أو بالعزة أو بالشهرة ، وليس فقط بالنظر إلى طريق واحد .

السؤال الرابع : ما هي أهم الكتب التي أفردت المتواتر بالذكر ؟

الجواب : هناك كتاب للسيوطي اسمه ( قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ) .

السؤال الخامس : ما هو الفرق بين الحديث الغريب وحديث الآحاد ؟

الجواب : الحديث الغريب من أحاديث الآحاد ، قلنا حديث الآحاد هو الغريب والعزيز والمشهور ، فحديث الآحاد أعمّ من الحديث الغريب والحديث الغريب يدخل في أحاديث الآحاد ، أي : حديث الآحاد ينقسم إلى غريب وعزيز ومشهور .

السؤال السادس : هل العزيز شرط للحديث الصحيح ؟

الجواب : لا أبداً ليس بشرط ، الحديث الصحيح ممكن أن يكون غريباً ، وممكن أن يكون عزيزاً ، وممكن أن يكون مشهوراً ، وممكن أن يكون متواتراً ؛ فليس من شرط الصحيح أن يكون عزيزاً والذي اشترط هذا مخطئ ، ومن ادعى أن البخاري أم مسلما اشترطا ذلك ، فهو مخطئ خطأ واضحا وبيّنا ؛ وأكبر دليل على هذا الخطأ حديث " إنما الأعمال بالنيات " . وهو أول حديث ذكره البخاري رحمه الله .

السؤال السابع : هل هناك كتب ذكرت طبقات الرواة ؟

الجواب : بالطبع هناك ( طبقات الثقات ) لابن حبان وهناك ( الطبقات الكبير ) لابن سعد رحمه الله وهو أفضل كتب الطبقات ، إلا أنه شانه بكثرة روايته عن الواقدي ، لكن الكتاب بالجملة مفيد ونافع .

 

السؤال الثامن : يقول : شيخنا بارك الله فيكم ما هي أنواع المبهم ؟ وما هو حكمه ؟

الجواب : ذكرنا أن المبهم منه ما هو مبهم في الإسناد ومنه ما هو مبهم في المتن ، هذه أنواعه ، مبهم في السند ومبهم في المتن .

وقلنا إن الإبهام إذا كان في السند ولم نعرف الشخص المبهم فيكون الحديث ضعيفاً ، أما إذا بحثنا ووجدنا له طرق ثانية بينت لنا مَن هذا المبهم ؟ فنحكم عليه بحسب حاله بعد أن نعرفه .

وأما الإبهام في المتن فلا يؤثر في الحديث من ناحية الصحة والضعف .

السؤال الثامن : إذا وجدنا سندين فيهما راويان مجهولان هل يمكننا تقوية أحدهما بالآخر ؟

الجواب : نعم إذا كانت الجهالة جهالة حال وليست جهالة عين ، هناك فرق بين مجهول الحال ومجهول العين ، إذا كانت الجهالة جهالة حال عرفنا عين الراويين ، وكانت جهالتهما جهالة حال فنَعم يتقوى أحد الإسنادين بالآخر ويصبح الحديث حسناً لغيره ..نعم .

جزاكم الله خيراً وبارك فيكم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قائمة الخيارات
0 [0 %]
بقلم: أبي الحسن علي الرملي
الاحد 15 شعبان 1431
عدد المشاهدات 3838
عدد التحميلات 60
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق