الخميس 19 رمضان 1445 هـ
28 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

تفسير سورة النساء 174-176

تفسير سورة النساء 174-176

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)}

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا خطاب لجميع الناس، من جميع أصناف الملل، اليهود والنصارى والمشركين {قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} البرهان الحجة، والمقصود محمد صلى الله عليه وسلم، أي قد جاءتكم حجة من الله تبرهن لكم بطلان ما أنتم عليه من أديانكم ومللكم، وتبين لكم الدين الحق الذي يرتضيه ربكم لكم {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} بيناً، يعني القرآن.

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)}

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ} قال ابن كثير: أي جمعوا بين مقامي العبادة، والتوكل على الله في جميع أمورهم {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ} أي يرحمهم فيدخلهم الجنة، ويزيدهم ثوابا ومضاعفة ورفعا في درجاتهم من فضله عليهم وإحسانه إليهم {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} أي طريقا واضحا قصدا قواما، لا اعوجاج فيه ولا انحراف، وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنان.

{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)}

{يَسْتَفْتُونَكَ} يسألونك يا محمد أن تفتيهم في الكلالة، والكلالة في الميراث من لا ولد له ولا والد، يرثه أخوته {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} أي الله تبارك وتعالى يبين لكم حكمها، نزلت في جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: مَرِضْتُ فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، يَعُودَانِي مَاشِيَيْنِ، فَأُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَأَفَقْتُ، قُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] " متفق عليه، وفي رواية في الصحيحين: "فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَنِ المِيرَاثُ؟ إِنَّمَا يَرِثُنِي كَلاَلَةٌ"، وفي رواية خارج الصحيحين:" وكان له تسع أخوات، ولم يكن له والد ولا ولد".

وقد تقدمت الكلالة في أول السورة، وفيها ميراث الأخوة لأم، وفي هذه الآية بيان حكم ميراث الإخوة للأب والأم أي الأشقاء، والأخوة للأب {إِنِ امْرُؤٌ} ذكر {هَلَكَ} مات {لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ} ذكر ولا أنثى {وَلَهُ أُخْتٌ} يعني وللميت أخت شقيقة أو لأب {فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} نصف تركته {وَهُوَ} أي: أخوها الشقيق أو الذي للأب {يَرِثُهَا} يعني إذا ماتت الأخت فجميع ميراثها للأخ {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} ذكر ولا أنثى، فإن كان لها ابن ذكر فلا شيء للأخ، وإن كان لها بنت أنثى؛ فالأخ يأخذ الباقي بعد إعطاء البنات نصيبَهن {فَإِنْ كَانَتَا} الأختان {اثْنَتَيْنِ} أو أكثر، أراد اثنتين فصاعداً {فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ} فمن مات وله أخوات شقيقات أو لأب فلهن الثلثان {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً} أي: اجتمع الذكور من الإخوة الأشقاء أو لأب مع الإناث {فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} للأختين نصيب، وللأخ الواحد نصيب، مهما كان عددهم الذكر يأخذ ضعف الأنثى {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} يبين الله لكم قسمة مواريثكم، وحكم الكلالة، وكيف فرائضهم؛ كراهة أن تضلوا ، قال الطبري: بمعنى: لئلا تضلوا في أمر المواريث وقسمتها: أي لئلا تجوروا عن الحق في ذلك، وتخطئوا الحكم فيه، فتضلوا عن قصد السبيل {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ} من مصالح عباده في قسمة مواريثهم وغيرها وجميع الأشياء {عَلِيمٌ} هو بذلك كله ذو علم.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 12 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 420
عدد التحميلات 10
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق