الثلاثاء 24 ربيع الاول 1447 هـ
16 سبتمبر 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-108 كتاب الصلاة، الحديث 510و511و512و513   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 14 الحديث 70و71و72و73و74و75و76   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-107 كتاب الصلاة، الحديث 504و505و506و507و508و509   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-106 كتاب الصلاة، الحديث 496و497و498و499و500و503,502,501   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-105 كتاب الصلاة، الحديث 493و494و495   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 13 الحديث 58و59و60و61و62و63و64و65و66و67و68و69   المقالات: الشام في عهد عمر بن الخطاب   المقالات: الشام في عهد أبي بكر الصديق   المقالات: تاريخ الشام من البعثة النبوية   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 105-111 (آخر السورة)      

تفسير سورة النساء 174-176

تفسير سورة النساء 174-176

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)}

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} هذا خطاب لجميع الناس، من جميع أصناف الملل، اليهود والنصارى والمشركين {قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} البرهان الحجة، والمقصود محمد صلى الله عليه وسلم، أي قد جاءتكم حجة من الله تبرهن لكم بطلان ما أنتم عليه من أديانكم ومللكم، وتبين لكم الدين الحق الذي يرتضيه ربكم لكم {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} بيناً، يعني القرآن.

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)}

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ} قال ابن كثير: أي جمعوا بين مقامي العبادة، والتوكل على الله في جميع أمورهم {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ} أي يرحمهم فيدخلهم الجنة، ويزيدهم ثوابا ومضاعفة ورفعا في درجاتهم من فضله عليهم وإحسانه إليهم {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} أي طريقا واضحا قصدا قواما، لا اعوجاج فيه ولا انحراف، وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنان.

{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)}

{يَسْتَفْتُونَكَ} يسألونك يا محمد أن تفتيهم في الكلالة، والكلالة في الميراث من لا ولد له ولا والد، يرثه أخوته {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} أي الله تبارك وتعالى يبين لكم حكمها، نزلت في جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: مَرِضْتُ فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، يَعُودَانِي مَاشِيَيْنِ، فَأُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَأَفَقْتُ، قُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] " متفق عليه، وفي رواية في الصحيحين: "فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَنِ المِيرَاثُ؟ إِنَّمَا يَرِثُنِي كَلاَلَةٌ"، وفي رواية خارج الصحيحين:" وكان له تسع أخوات، ولم يكن له والد ولا ولد".

وقد تقدمت الكلالة في أول السورة، وفيها ميراث الأخوة لأم، وفي هذه الآية بيان حكم ميراث الإخوة للأب والأم أي الأشقاء، والأخوة للأب {إِنِ امْرُؤٌ} ذكر {هَلَكَ} مات {لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ} ذكر ولا أنثى {وَلَهُ أُخْتٌ} يعني وللميت أخت شقيقة أو لأب {فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} نصف تركته {وَهُوَ} أي: أخوها الشقيق أو الذي للأب {يَرِثُهَا} يعني إذا ماتت الأخت فجميع ميراثها للأخ {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ} ذكر ولا أنثى، فإن كان لها ابن ذكر فلا شيء للأخ، وإن كان لها بنت أنثى؛ فالأخ يأخذ الباقي بعد إعطاء البنات نصيبَهن {فَإِنْ كَانَتَا} الأختان {اثْنَتَيْنِ} أو أكثر، أراد اثنتين فصاعداً {فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ} فمن مات وله أخوات شقيقات أو لأب فلهن الثلثان {وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً} أي: اجتمع الذكور من الإخوة الأشقاء أو لأب مع الإناث {فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} للأختين نصيب، وللأخ الواحد نصيب، مهما كان عددهم الذكر يأخذ ضعف الأنثى {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} يبين الله لكم قسمة مواريثكم، وحكم الكلالة، وكيف فرائضهم؛ كراهة أن تضلوا ، قال الطبري: بمعنى: لئلا تضلوا في أمر المواريث وقسمتها: أي لئلا تجوروا عن الحق في ذلك، وتخطئوا الحكم فيه، فتضلوا عن قصد السبيل {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ} من مصالح عباده في قسمة مواريثهم وغيرها وجميع الأشياء {عَلِيمٌ} هو بذلك كله ذو علم.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 12 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 1267
عدد التحميلات 30
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق