الاربعاء 25 ذو القعدة 1446 هـ
21 مايو 2025 م
جديد الموقع   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 36-42   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 23-35   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 1-22   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-96 كتاب الصلاة، الحديث 443و444و445و446   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 8 الحديث 27و28و29و30و31   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-95 كتاب الصلاة، الحديث 439و440و441و442   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 7 الحديث 21و22و23و24و26,25   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-94 كتاب الصلاة، الحديث 432و433و434و435و436و437و438   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 6 الحديث 16و17و18و19و20   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 5 الحديث 12و13و14و15      

الآيات 86 -88 من سورة البقرة

{أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}

{أولئك} المشار إليهم اليهود الذين نقضوا العهد {اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة} أي اختاروا الدنيا على الآخرة؛ فالآخرة عندهم مزهود فيها مبيعة؛ والدنيا مرغوب فيها مشتراة {بالآخرة} الباء هنا للبدل؛ وهي تدخل دائماً على الثمن، كقولهم: "اشتريت الثوب بدينار": فالدينار هو الثمن؛ ويقال: "اشتريت الدينار بثوب": فالثوب هو الثمن.

{فلا يخفف عنهم العذاب} أي لا يهوَّن عنهم لا زمناً، ولا شدة {ولا هم ينصرون} أي ولا أحد ينصرهم فيمنع عنهم عذاب الله.

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)}

{ولقد آتينا} أي أعطينا {موسى} هو ابن عمران أفضل أنبياء بني إسرائيل {الكتاب} المراد به هنا التوراة {وقفينا من بعده بالرسل} أي أتبعنا من بعد موسى بالرسل؛ لأن التابع يأتي في قفا المتبوع، يعني أرسل الرسل بعده بعضَهم خلف بعض{وآتينا عيسى ابن مريم} أي أعطيناه {البينات} أي الآيات الظاهرات في الدلالة على صدقه، وصحة رسالته، فيعني بالبينات التي آتاه الله إياها: ما أظهر على يديه من الحجج والدلالة على نبوته من إحياء الموتى وإبراء الأكمه ونحو ذلك من الآيات التي أبانت منزلته من الله، ودلت على صدقه وصحة نبوته.

{وأيدناه} أي قويناه فأعناه {بروح القدس} أي بالروح المقدس؛ و"القُدُس"، و"القُدْس" بمعنى الطاهر، وهو جبريل عليه الصلاة والسلام، يكون قريناً له يؤيده، ويقويه، ويلقنه الحجة على أعدائه.

{أفكلما} هذا سؤال لليهود، وهو استفهام إنكار وتوبيخ {جاءكم رسول} أي من الله {بما} أي بشرع؛ {لا تهوى أنفسكم} أي لا تميل إليه أنفسكم ولا تحبه {استكبرتم} أي سلكتم طريق الكبرياء، والعلوّ على ما جاءت به الرسل {ففريقاً} أي طائفة من الرسل {كذبتم} أي بعض الرسل الذين يبعثون إليكم تكذبونهم {وفريقاً تقتلون} وطائفة أخرى تقتلونهم، أي وبعضهم تقتلونهم.

فمعنى الآية : يقول الله جل ثناؤه لهم: يا معشر يهود بني إسرائيل، لقد أعطينا موسى التوراة، وتابعنا من بعده بالرسل إليكم، وآتينا عيسى ابن مريم إذ بعثناه إليكم البينات والحجج التي رأيتموها وعلمتم بها صدقه، وقويناه بجبريل؛ وأنتم كلما جاءكم رسول من رسلي بغير الذي تهواه نفوسكم استكبرتم عليهم تجبرا وبغيا استكبار إمامكم إبليس؛ فكذبتم بعضا منهم، وقتلتم بعضا، فهذا فعلكم أبدا برسلي.

{وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ (88)}

{وقالوا} أي بنو إسرائيل معتذرين عن ردهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم {قلوبنا غلف} أي عليها غلاف، مغطاة، فلا يصل إليه شيء مما تقوله، وتدعونا إليه، وهذه حجة باطلة، ولهذا قال تعالى: {بل لعنهم الله بكفرهم} و {بل} للإضراب الإبطالي أي أن الله تعالى أبطل حجتهم هذه، وبيَّن أنه تعالى {لعنهم} أي طردهم، وأبعدهم عن رحمته {بكفرهم} أي بسبب كفرهم بكل ما يجب الإيمان به، أي لأنهم اختاروا الكفر على الإيمان طردهم من رحمته.

وأصل اللعن: الطرد والإبعاد والإقصاء.

فمعنى الأية: بل أقصاهم الله وأبعدهم وطردهم وأخزاهم وأهلكهم بكفرهم وجحودهم آيات الله وبيناته، وما ابتعث به رسله، وتكذيبهم أنبياءه. فأخبر تعالى ذكره أنه أبعدهم منه ومن رحمته بما كانوا يفعلون من ذلك.

{فقليلاً ما يؤمنون} أي قليلاً إيمانهم.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاربعاء 17 رجب 1441
عدد المشاهدات 578
عدد التحميلات 37
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق