الثلاثاء 10 رمضان 1445 هـ
19 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-37، كتاب العلم، الحديث 130و131و132و133و134      

الآيات 139- 141 من سورة البقرة

تفسير سورة البقرة 139-141

{قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)}

يقول الله تعالى مرشداً نبيه صلوات الله وسلامه عليه إلى رد ودفع مجادلة اليهود والنصارى {قل} يا محمد {أتحاجُّوننا في الله} أيها اليهود والنصارى؛ أي تناظروننا {في الله} أي في دين الله، في توحيد الله والإخلاص له والانقياد واتباع أوامره وترك زواجره، و«المحاجة» هي أن يدلي كلُّ خصم بحجته لينقض حجة الخصم الآخر.

يعني تخاصموننا وتكلموننا مناظرة كي تثبتوا أنكم على الحق وأننا على الباطل {وهو ربنا وربكم} المتصرف فينا وفيكم المستحق لإخلاص العبادة له وحده لا شريك له {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} أي لا نسأل عنكم، ولا تُسألون عنا؛ كل له عمله؛ وسيجازيه الله به يوم القيامة {ونحن له مخلصون} أي لله عزّ وجلّ مخلصون؛ و«الإخلاص» تنقية الشيء من كل الشوائب التي قد تَعْلَق به؛ فالمعنى: أننا مخلصون لله الدينَ لا نشرك به شيئاً.

{أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140)}

{أم تقولون إن إبراهيم ...} انتقل من توبيخ هؤلاء الذين يحاجون في الله إلى توبيخ آخر، وهو دعواهم أن هؤلاء الرسل الكرام كانوا هوداً، أو نصارى؛ وهذه دعوى كاذبة؛ فليس هؤلاء هوداً، ولا نصارى {كانوا هوداً أو نصارى} يعني كانوا على ملة اليهودية، والنصرانية، وهذا من سفه هؤلاء اليهود الذين يدعون ذلك؛ لأن أصل اليهودية، والنصرانية حدثت بعد هؤلاء؛ فكيف يكون هؤلاء هوداً، أو نصارى؟!

ثم أبطل الله تعالى دعواهم بطريق آخر فقال: {قل أأنتم أعلم أم الله} قل لهم يا محمد إن ادعوا أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى: أأنتم أعلم بهم وبما كانوا عليه من الأديان أم الله؟ ومن المعلوم أنه لا أحد أعلم من الله عزّ وجلّ؛ ولكن الله سبحانه وتعالى قال ذلك إلزاماً للخصم حتى يتبين بطلان ما ادعاه {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} يعني لا أحد أظلم في كتمان الشهادة ممن كتم شهادة عنده من الله؛ فقال بعض أهل العلم: هذه الشهادة التي كتموها علمهم أن هؤلاء الأنبياء الذين ذكروا لم يكونوا على اليهودية ولا النصرانية وأنهم برآء منهما، والبعض قال الشهادة التي كتموها هي ذكر أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة، والإنجيل، فأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل معلومة لبني إسرائيل؛ ولكنهم يكتمون هذه الشهادة، والبعض قال: كل هذا مقصود، الشهادة هي أن الإسلام حق وأن محمدا رسول من عند الله، وأن الأنبياء المذكورين لم يكونوا يهودا ولا نصارى بل كانوا مسلمين، و{وما الله بغافل عما تعملون} يعني أن الله عزّ وجلّ لا يغفل عما يعمل هؤلاء؛ بل هو جل وعلا عالم به، ومن ذلك كتمانهم الحق الذي علموه من أن محمدا رسول الله، ودين الإسلام هو الحق، وأن الأنبياء كانوا على الإسلام ولم يكونوا على اليهودية والنصرانية، وسوف يحاسبهم عليه، فهذا تهديد ووعيد شديد.

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)}

قل يا محمد لهؤلاء الذين يجادلونك في الله من اليهود والنصارى {تلك أمة} أي جماعة، يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط {قد خلت} مضت لسبيلها فصارت إلى ربها {لها ما كسبت ولكم ما كسبتم} أي لهم أعمالهم ولكم أعمالكم وكل يحاسب على عمله {ولا تسألون عما كانوا يعملون} فلا أحد يسأل عن عمل أحد، بل كل يسأل عن عمله وما قدم.

قال ابن كثير: أي لهم أعمالهم ولكم أعمالكم ولا تسألون عما كانوا يعملون، وليس يغني عنكم انتسابكم إليهم من غير متابعة منكم لهم، ولا تغتروا بمجرد النسبة إليهم حتى تكونوا منقادين مثلهم لأوامر الله واتباع رسله الذين بعثوا مبشرين ومنذرين، فإنه من كفر بنبي واحد، فقد كفر بسائر الرسل، ولا سيما بسيد الأنبياء وخاتم المرسلين ورسول رب العالمين إلى جميع الإنس والجن من المكلفين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله أجمعين.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاحد 5 شعبان 1441
عدد المشاهدات 351
عدد التحميلات 22
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق