الخميس 5 ربيع الاول 1447 هـ
28 اغسطس 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-106 كتاب الصلاة، الحديث 496و497و498و499و500و503,502,501   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-105 كتاب الصلاة، الحديث 493و494و495   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 13 الحديث 58و59و60و61و62و63و64و65و66و67و68و69   المقالات: الشام في عهد عمر بن الخطاب   المقالات: الشام في عهد أبي بكر الصديق   المقالات: تاريخ الشام من البعثة النبوية   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 105-111 (آخر السورة)   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-104 كتاب الصلاة، الحديث 483و484و485و486و487و488و489و490و491و492   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 43-104   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-103 كتاب الصلاة، الحديث 477و478و479و480و481و482      

القدرية والجبرية

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛

اعلم أولا أن الذي يؤمن بالقدر إيمانا صحيحا لا يسمى قدريا ؛ بل يكون من أهل السنة والجماعة ؛ الذين هم وسط في مسألة القدر بين القدرية والمرجئة

والقدرية: هم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلتين عن إرادة الله وقدرته، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة.

وهم فرقتان غلاة، وغير غلاة، فالغلاة ينكرون علم الله، وإرادته، وقدرته، وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا. وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد، لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله، وقدرته، وخلقه، وهو الذي استقر عليه مذهبهم. وهؤلاء أثبتوا خالقا مع الله . والله المستعان .

وضدهم فرقة الجبرية : وهم الذين غلوا في إثبات القدر ، حتى أنكروا أن يكون للعبد فعل حقيقة ، بل هو في زعمهم لا حرية له ، ولا اختيار ، ولا فعل ؛ كالريشة في مهب الرياح ، وإنما تسند الأفعال إليه مجازا ، فيقال : صلى ، وصام ، وقتل ، وسرق ؛ كما يقال : طلعت الشمس ، وجرت الريح ، ونزل المطر ، فاتهموا ربهم بالظلم وتكليف العباد بما لا قدرة لهم عليه ، ومجازاتهم على ما ليس من فعلهم ، واتهموه بالعبث في تكليف العباد ، وأبطلوا الحكمة من الأمر والنهي ، وهذا يقتضي أن العبد لا يلام على كفره ومعاصيه ، ولا يخفى ما في هذا القول من تصادم مع نصوص الشريعة ، وما يؤدي إليه من فساد .والله أعلم .

وأما أهل السنة فيؤمنون أن الله علم الأشياء قبل كونها ، وأنه قدر مقادر كل شيء قبل خلق الخلق، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه خالق كل شيء ، وأن العباد مخيرون- كونا- في الأفعال التكليفية، غير مجبورين على معصية ولا طاعة ، وأنهم فاعلون حقيقة ، وأن الله خالق أفعالهم . وللمزيد انظر "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " لابن القيم . والله أعلم

قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 23 ذو الحجة 1429
عدد المشاهدات 2352
عدد التحميلات 138
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق