السبت 25 ذو الحجة 1446 هـ
21 يونيو 2025 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-99 كتاب الصلاة، الحديث 458و459و460و461و462   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 10 الحديث 38و39و40و41و42و43و44و45و46و47   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-98 كتاب الصلاة، الحديث 453و454و455و456و457   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 9 الحديث 32و33و34و35و36و37   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-97 كتاب الصلاة، الحديث 447و448و449و450و451و452   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 36-42   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 23-35   تفسير القرآن: تفسير سورة يوسف 1-22   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-96 كتاب الصلاة، الحديث 443و444و445و446   الصوتيات: شرح سنن الترمذي الدرس 8 الحديث 27و28و29و30و31      

القدرية والجبرية

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛

اعلم أولا أن الذي يؤمن بالقدر إيمانا صحيحا لا يسمى قدريا ؛ بل يكون من أهل السنة والجماعة ؛ الذين هم وسط في مسألة القدر بين القدرية والمرجئة

والقدرية: هم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلتين عن إرادة الله وقدرته، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة.

وهم فرقتان غلاة، وغير غلاة، فالغلاة ينكرون علم الله، وإرادته، وقدرته، وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا. وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد، لكن ينكرون وقوعها بإرادة الله، وقدرته، وخلقه، وهو الذي استقر عليه مذهبهم. وهؤلاء أثبتوا خالقا مع الله . والله المستعان .

وضدهم فرقة الجبرية : وهم الذين غلوا في إثبات القدر ، حتى أنكروا أن يكون للعبد فعل حقيقة ، بل هو في زعمهم لا حرية له ، ولا اختيار ، ولا فعل ؛ كالريشة في مهب الرياح ، وإنما تسند الأفعال إليه مجازا ، فيقال : صلى ، وصام ، وقتل ، وسرق ؛ كما يقال : طلعت الشمس ، وجرت الريح ، ونزل المطر ، فاتهموا ربهم بالظلم وتكليف العباد بما لا قدرة لهم عليه ، ومجازاتهم على ما ليس من فعلهم ، واتهموه بالعبث في تكليف العباد ، وأبطلوا الحكمة من الأمر والنهي ، وهذا يقتضي أن العبد لا يلام على كفره ومعاصيه ، ولا يخفى ما في هذا القول من تصادم مع نصوص الشريعة ، وما يؤدي إليه من فساد .والله أعلم .

وأما أهل السنة فيؤمنون أن الله علم الأشياء قبل كونها ، وأنه قدر مقادر كل شيء قبل خلق الخلق، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه خالق كل شيء ، وأن العباد مخيرون- كونا- في الأفعال التكليفية، غير مجبورين على معصية ولا طاعة ، وأنهم فاعلون حقيقة ، وأن الله خالق أفعالهم . وللمزيد انظر "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " لابن القيم . والله أعلم

قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 23 ذو الحجة 1429
عدد المشاهدات 2193
عدد التحميلات 134
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق