حديث كان يذكر الله على كل أحيانه

نعم صح هذا الحديث ؛ قالت عائشة : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه " أخرجه البخاري في صحيحه معلقا ، ووصله مسلم في صحيحه من طريق زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة به

ومن المقرر عند أهل العلم أن الحديث إذا أخرجه البخاري أو مسلم أو اتفقا عليه ؛ فلا يجوز لأحد أن يضعفه ؛ لأنه مسبوق بالإجماع وهذا مقرر في كتب المصطلح ؛ ولكن هذا الحديث ليس منها ؛ فقد انتقده أبو زرعة الرازي كما في العلل لابن أبي حاتم ؛ وبناء عليه نحتاج إلى أن ننظر فيه لنرى الصواب مع من

وإذا نظرنا فيه وجدنا أن الحديث تفرد به زكريا عن خالد به ، ووجدنا أن العلماء تكلموا في زكريا بالتدليس ، والبهي وهو عبد الله بن يسار مولى الزبير بالاضطراب

والجواب عن الأول: أن الحافظ ابن حجر أدخل زكريا بن أبي زائدة في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين ، في كتابه تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ، وهي مرتبة من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى ؛ كالثوري ، أو كان لا يدلس إلا عن ثقة ؛ كابن عيينة ؛ كما نص على ذلك في مقدمة كتابه ، وقد صرح بالتحديث عند أحمد في مسنده

والجواب عن الثاني : أن البهي ضعفه أبو حاتم الرازي بقوله فيه : ونفس البهي لا يحتج بحديثه ، وهو مضطرِب الحديث ، كما في العلل لابنه ، ووثقه ابن سعد وذكره ابن حبان في الثقات ، وصحح له مسلم والبخاري -كما في علل الترمذي الكبير - وحسن له الترمذي - كما في جامعه - هذا الحديث .

وإن كان جرح أبي حاتم مفسرا إلا أنه يغلب على الظن أن ضعف البهي لا يصل إلى حد طرح حديثه ، لتوثيق من وثقه واحتجاج من احتج بحديثه ومنهم أبو حاتم الرازي نفسه كما نقل عنه ذلك ابنه في العلل رقم 124