قراءة القرآن على الميت

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛

فالأصل أن الإنسان إذا مات انقطع عمله لقول الله تبارك وتعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } ، ومن مات انقطع سعيه .

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أوعلم ينتفع به أوولد صالح يدعو له " .أخرجه مسلم

ولا يخرج عن هذا العموم إلا ما دل الدليل عليه ، وليس من ذلك قراءة القرآن ؛ لأنه لم يرد دليل صحيح يدل على ذلك .

وممن قال إن قراءة القرآن لا تصل الإمام الشافعي رحمه الله .

قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم : " وأما قراءة القرآن فالمشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل ثوابها إلى الميت .

وقال بعض أصحابه يصل ثوابها إلى الميت ، وذهب جماعات من العلماء إلى أنه يصل إلى الميت ثواب جميع العبادات من الصلاة والصوم والقراءة وغير ذلك .

وفى صحيح البخاري في باب من مات وعليه نذر أن ابن عمر أمر من ماتت أمها وعليها صلاة أن تصلي عنها وحكى صاحب الحاوي عن عطاء بن أبي رباح و إسحاق بن راهويه أنهما قالا بجواز الصلاة عن الميت .

وقال الشيخ أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أبي عصرون من أصحابنا المتأخرين في كتابه الانتصار إلى اختيار هذا .

وقال الإمام أبو محمد البغوي من أصحابنا في كتابه التهذيب : لا يبعد أن يطعم عن كل صلاة مد من طعام .

وكل هذه المذاهب ضعيفة ودليلهم القياس على الدعاء والصدقة والحج فإنها تصل بالإجماع ودليل الشافعي وموافقيه قول الله تعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } ، وقول النبي صلى الله عليه و سلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " . انتهى .

وكذلك قراءة القرآن على الميت غير جائزة لعدم وجود دليل صحيح على ذلك ، وحديث : اقرأوا يس على موتاكم " ضعيف لا يصح . والله أعلم