إمامة المسجد الذي فيه بدع

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛

إن كان الإمام الأول غلب على ظنه أنه لن يستطيع تغيير الحال إلى الأحسن ولو أخذ ذلك منه بعض الوقت ، فقد أحسن فيما صنع

وأما الإمام الثاني فينبغي أن يُنظرَ إلى قصده من وراء هذا التولي ؛ فإن رأى أنه قادر على تغيير الحال والقضاء على البدع ، مع السكوت عنها بداية ، أو أراد دفع مفسدة كبيرة بارتكاب مفسدة أصغر ، وهو من أصحاب العلم والحكمة القادرين على مثل هذا العمل ؛ فعمله هذا صحيح ، وينبغي على الأخوة أن يساعدوا أخاهم على نشر السنة وقمع البدعة بالحكمة.

وأما إن كان غرضه مجرد الإمامة ، أو أمر دنيوي ؛ أو أي غرض آخر غير صحيح شرعا ؛ فيحرم عليه هذا الفعل ولا يجوز للإخوة أن يساعدوه على ذلك ، ولا أن يقروه على صنيعه هذا . والله أعلم .