أعظم آية في القرآن ، وهل يحب الله كل الناس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛

أولا : أعظم آية في القرآن ؛ آية الكرسي ،والدليل على ذلك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل أبي بن كعب، قال: "أي آية في كتاب الله أعظم؟" فقال له: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } فضرب على صدره، وقال: "ليهنك العلم أبا المنذر" . وأعظم سورة سورة الفاتحة .

ثانيا : نعم يجد فيه كل شيء بالإجمال أو بالتفصيل يعلمه البعض ويجهله آخرون .

ثالثا : نعم يصرح بذلك في عدة مواضع منه .قال تعالى :{ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا} ، وقال :{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا } ، وقال :{ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية . إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية . جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه } والآيات في هذا المعنى كثيرة .

رابعا : لا ؛ إنما يحب الله الصالحين من عباده ، قال الله تعالى { بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين}، وقال : {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} ، قال : {لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين} ، وقال : {إن الله لا يحب الخائنين} ، وقال : {إن الله لا يحب كل خوان كفور} ، وقال : {من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون . ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين} .

خامسا : القرآن ليس له فكر ، فهو كلام الله تبارك وتعالى . وآية الكرسي ترشد إلى أصل الإسلام الذي هو أصل دعوة الأنبياء جميعا ، وهي دعوة التوحيد : إفراد الله بالخلق والرزق والملك والتدبير ، وإفراده بالعبادة التي هي الخضوع والتذلل له محبة وتعظيما ، وإفراده بأسمائه الحسنى وصفاته العلا . والله أعلم .