شبهة البوطي حول حديث افتراق الأمة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛

فإن البوطي تخبط في فهم هذا الحديث تخبطا عجيبا ، فإنه أوهم القراء أن ظاهر الحديث يدل على أن الفرق الإسلامية المذكورة كافرة ، واعتمد على رواية ضعيفة للحديث وهي رواية عبد الله بن عمرو بلفظ : كلها في النار إلا ملة واحدة . في سندها عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف ، وترك الروايات الصحيحة التي جاءت عن جمع من الصحابة بلفظ : ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . وما فعل ذلك إلا لأن الروايات الصحيحة لا تخدم مصلحته في حمل الحديث على معنى تكفير هذه الفرق كي يتمكن من رده والطعن فيه ، فإذا علمت أن الحديث لا يدل على أن تلك الفرق كافرة ، بل هي فرق مسلمة ولكنها ابتدعت في دين الله بدعا خالفت بها الشريعة استحقت بذلك دخول النار ثم الخروج منها بما معها من كلمة التوحيد ؛ تبين لك بطلان كل الكلام الذي ذكره البوطي ، ثم إن هذا الحديث يؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله ، والواقع يدل على الاختلاف الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم . ومن أراد المزيد فليطلع على شروح أهل العلم للحديث . ثم إن الرجل معروف بعدائه لمنهج السلف ومحاولة التخلص من كل ما يدل على ضلال من خالفه لأنه واحد منهم . والله أعلم