العقيدة والمنهج

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ؛

فالمنهج أعم من العقيدة ؛ المنهج يكون في العقيدة وفي السلوك والأخلاق والمعاملات وفي كل حياة المسلم، كل الخِطة التي يسير عليها المسلم تسمى المنهج.

أما العقيدة فيراد بها أصل الإيمان، ومعنى الشهادتين ومقتضاهما ، هذه هي العقيدة . هذا ما قاله الشيخ الفوزان حفظه الله .

قال الله تعالى : { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } ؛ قال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد : إن دين الأنبياء واحد ، أخذها من قوله تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)(النحل: من الآية36) ، ومثل قوله تعالى : (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (الانبياء:25) ، وهذا لا ينافي قوله تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )(المائدة: من الآية48)؛ لأن الشرعة العملية تختلف باختلاف الأمم والأماكن والأزمنة، وأما أصل الدين ؛ فواحد، قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )(الشورى: من الآية13).أ.هـ

قلت : ولكن المنهج والعقيدة متلازمان يعني إذا فسد أحدهما فسد الآخر ولابد ، فإنك لا تجد شخصا صحيح العقيدة فاسد المنهج أو العكس بل فساد أحدهما يجر إلى فساد الثاني لزاما .

وأما دعوة الشباب إلى السنة فلا تكون بالكلام فيمن يحبونهم ويثقون بهم ، فإن هذا ينفرهم لا يقربهم ؛ ولكن تكون بتعليمهم عقيدة أهل السنة والجماعة تبدأ معهم مثلا بكتاب الأصول الثلاثة ثم لمعة الاعتقاد ثم كتاب التوحيد ثم الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية ثم متن الطحاوية ، وفي أثناء ذلك تبين حال الفرق المنحرفة المخالفة لمنهج أهل الحديث .

أما طريقة الطلب فهذه ترجع إلى همة الطالب ووقته فإن كانت همته عالية ووقته طويلا ؛ فمن الممكن أن يدرس أكثر من مادة في وقت واحد ، وإن كان الأمر خلاف ذلك ؛ فالأفضل له أن يقتصر على دراسة العقيدة أولا . والله أعلم