نصيحة في كيفية الحكم على الجماعات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ، أما بعد ؛
فهذه نصيحة أوجهها إلى كل مسلم تبرئة للذمة لأني وجدت تخبطا كبيرا عند المسلمين فيها ، ألا وهي الحكم على الأشخاص والجماعات بشكل خاطئ ؛
كثير من الناس يحكمون على الأحزاب والطوائف من خلال ما يوافق أهواءهم ، فإذا عملت الطائفة ما يحبه الشخص أثنى عليها وربما حمل أفكارها ورحب بها ، وإذا عملت بما يخالف هواه نقم عليها وذمها ، فتجده اليوم مادحا ، وغدا ذاما ، وبعده حائرا تائها متخبطا ، وربما يصل به الحال إلى الكفر وتغيير دينه لذلك ، وقد حصل .
ومثال ذلك موقف الناس من إيران وحزب الله .
ففي حرب حزب الله مع اليهود تشيع الكثير من الناس - أي كفروا بعد إسلامهم - وإذا بينت حال القوم للناس كي يحافظوا على دينهم ؛ قاموا عليك وكنت أنت عدوهم اللدود .

ثم لما قامت حرب العراق و سوريا ورأى الناس الرافضة من إيران وحزب الله يذبحون أهل السنة لمجرد أنهم أهل سنة ولا يتحاشون من نسائهم وأطفالهم ويعتبرون ذلك دينا لهم ؛ تغيرت النظرة ونقموا عليهم .
هذا كله نتيجة الجهل والهوى يتلاعبان بالناس، ويسمح الناس لكل عدو لهم في الحقيقة أن يخدعهم حتى يتمكن منهم .
والطريقة الصحيحة بارك الله فيكم للحكم على الطوائف ؛ هي النظر في كتبهم ومؤلفاتهم وصوتياتهم التي يقررون فيها عقائدهم فهم في النهاية يتحركون بناء على تلك العقائد لتحقيقها ، والهدف من أفعالهم هو الوصول إلى ذلك ، سواء وافقت أفعالهم هواك أو خالفته ، ولكي يكون حكمك عليها صحيحا منضبطا بضوابط الشرع ؛ اعرف هذه العقائد وقارنها بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان فهؤلاء الذين أمرنا نبينا باتباعهم كي نصل إلى ما وصلوا إليه من مرضاته والجنة .
وإذا كنت غير قادر على المقارنة فسل من هو عالم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وموثوق بدينه وبعيد عن السياسة في هذا الزمن المليئة بالنفاق .
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .