مِنَ الأَيْمان التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم/ أقسام النذر

[أم أفنان السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فائدة من الدرس السادس والخمسون من شرح الدرر البهية/ شرح الشيخ علي الرملي حفظه الله
من أيمان النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده" وهذا اليمين كان يكثر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، "ومقلب القلوب"، " والله"، "ورب الكعبة"، "والذي نفس محمد بيده" هذه كلها استعملها النبي -صلى الله عليه وسلم-.


[فائدة أخرى]
النذر خمسة أقسام:
__ النذر المطلق: مثل أن يقول: لله عليَّ نذرٌ. وهو الذي قلنا فيه بأنه النذر الذي لم يُسمَّ، فيلزمه كفارة اليمين لقوله -صلى الله عليه وسلم- : "كفارة النذر كفارة يمين" رواه مسلم.
__ النوع الثاني -وهو الذي لم يذكره المؤلف-: نذر اللَّجاج والغضب: نذر المخاصمة والمشاحنة والنذر الذي خرج نتيجة الغضب، هذا الذي يخرج مخرج اليمين أي أراد به صاحبه إما الحث أو المنع كأن يقول: إن كلمتك فعليَّ كذا، يمنع نفسه من كلامك. أو إن لم أذهب فعليَّ عتق رقبة. أو إن لم أُخبرك أو أَخبرتك فعليَّ حج، ونحو ذلك. مثل هذا النذر خرج للحثّ أو للمنع، حث على الفعل أو المنع من الفعل. هذا يسمى نذر اللجاج والغضب. وقالوا هذا أيضاً فيه كفارة يمين وأدخلوه في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:" كفارة النذر كفارة يمين".
__ النذر الثالث: نذر المباح كما لو نذر أن يلبس ثوباً أو يركب دابة، هذا لا شيء عليه لحديث أبي إسرائيل المتقدم(1).
__ النذر الرابع: نذر المعصية كمن نذر أن يشرب خمراً أو أن يزني، فهذا لايجوز الوفاء به إجماعاً وليس فيه كفارة على الصحيح.
__ النذر الخامس: نذر التبرُّر ونذر الطاعة، كفعل الصلاة و الصيام ونحوه، سواءً كان مطلقاً أو معلقاً. المطلق هو ما ليس بمعلق، والمعلق كما ذكرنا هو نذر المقابلة أن يكون معلقاً على شيء، معلق بشرط "إن شفا الله مريضي فعليَّ كذا وكذا" هذا النذر المعلق، وسواءً كان نذراً معلقاً أو نذراً مطلقاً إذا كان في طاعة فيجب الوفاء به، يجب الوفاء به إذا كان مما يطاق، وأما إذا كان مما لا يطاق فهذا فيه كفارة يمين، وما لا يطاق من المباح طبعاً يدخل في ضمن المباح وهو ليس فيه شيء على الصحيح والله أعلم .

_________________
(1): "بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يعقد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :"مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه" أخرجه البخاري.