موقف المسلم من الجماعات الإسلامية

أنصح الشاب المسلم بالتمسك بالكتاب والسنة علما وعملا وأن يحرص على أن لا ينغر بوسوسة الشيطان وزينة الدنيا فقد حذرنا الله منهما لعظم خطرهما على دين المسلم قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}، قال ابن كثير -رحمه الله - : { فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } أي: لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الآخرة . { وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } يعني: الشيطان. قاله ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وقتادة.

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه و سلم فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآهم وقال : أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء . قالوا :أجل يا رسول الله .قال: فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم . متفق عليه

وكذلك أنصح كل مسلم أن يبتعد عن الجماعات الإسلامية الموجودة في الساحة اليوم

فكثير من هذه الجماعات أسسها رجال جهال استحسنوا أمرا فجعلوه دينا ، والبعض الآخر اتبع هواه ورمى الكتاب والسنة وراء ظهره لمصالح دنيوية

وبعضها يدعو إلى الكفر باسم الإسلام كالذين يعتقدون تحريف القرآن أو الذين يجعلون للقرآن ظاهرا وباطنا أو الذين ينكرون سنة النبي صلى الله عليه وسلم أو الذين يدعون وجود نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم

وبعضها يدعو إلى البدع والخرافات التي استحسنتها عقولهم كالذين يتعبدون الله بالغناء والمعازف والذين ينفون عن الله ما أثبت لنفسه من صفات الكمال

والواجب على المسلم أن يتبع الكتاب والسنة وأن يفهمهما كما كان الصحابة يفهمونهما

وأن يتبع منهج أهل الحديث الذي هو منهج الصحابة الكرام

قال الله تبارك وتعالى :{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} ، و قال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} وحبل الله هو كتابه وقال : {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرً} وسبيل المؤمنين أي طريقهم والمؤمنون الذين كانوا موجودين عند نزول هذه الآية هم الصحابة الكرام

فإن لم يكن قادرا على معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه لعدم قدرته العلمية فيجب عليه أن يرجع إلى العلماء الذين عرفوا بالتقوى والصلاح واتباع الكتاب والسنة والتزام منهج الصحابة الكرام والبعد عن التحزبات والجماعات التي تعمل على هواها

من هؤلاء العلماء في هذا العصر

عبد العزيز بن باز ، ومحمد ناصر الدين الألباني ، ومقبل بن هادي الوادعي ، ومحمد بن صالح العثيمين ، وصالح بن فوزان الفوزان ، وربيع بن هادي المدخلي وغيرهم

إذا نظرت في سيرة هؤلاء العلماء وجدتهم ناصحين لدين الله وللمسلمين ولا ينتمون لطائفة أو لحزب بل يحاولون تتبع الكتاب والسنة وآثار السلف الكرام ولا يعقدون الولاء والبراء إلا على الكتاب والسنة

ومن الأمور التي تثبت الشاب على الدين

العلم والعمل ومجالسة العلماء المعروفين بسلامة المنهج وكثرة قراءة القرآن وتدبر معانيه مع الاعتناء بفهم أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والحرص على الصحبة الطيبة

وقد أفردت فقرة لبيان الفرق والجماعات المعاصرة وبينت فيها طريق الحق الذي يجب اتباعه بما فيه الكفاية لمن أراد النجاة

وأسأل الله أن يوفقني وإياك إلى كل خير