تعريف الإيمان وهل أعمال الجوارح منه

الإيمان لغة : الإقرار ، وهو التصديق والانقياد

وشرعاً : تصديق القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح والأركان

وأعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان ، أجمع على هذا أهل السنة والجماعة لا خلاف بينهم فيه ، والأدلة عليه كثيرة ؛ منها قوله تعالى :{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } فسمى الصلاة والزكاة - وهما أعمال - دينا ، وهو الإيمان ،ومنها قول الله تعالى : { وماكان الله ليضيع إيمانكم } قال ابن كثير في تفسير هذه الآية :وقوله: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } أي: صلاتكم إلى بيت المقدس قبل ذلك لا يضيع ثوابها عند الله . فسمى الصلاة إيماناً وهي عمل . ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ".

ولا يصح الإيمان إلا بعمل الجوارح أجمع على ذلك أهل السنة والجماعة

قال الإمام الأوزاعي : لا يستقيم الإيمان إلا بالقول ، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل ، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة ، فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل ، العمل من الإيمان ، والإيمان من العمل ، وإنما الإيمان اسم جامع كما جمع هذه الأديان اسمها ، وتصديقه العمل ، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله ، فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدق بعمله لم يقبل منه ، وكان في الآخرة من الخاسرين

وقال الإمام الشافعي : وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر

وقال الإمام الآجري : اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق ، وهو تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجوارح ، ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا ، ولا تجزيء معرفة بالقلب ، ونطق باللسان ، حتى يكون عمل بالجوارح ، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال : كان مؤمنا دل على ذلك القرآن ، والسنة.......... فالأعمال رحمكم الله بالجوارح : تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان ، فمن لم يصدق الإيمان بعمله وبجوارحه : مثل :الطهارة والصلاة والزكاة ، والصيام والحج والجهاد ، وأشباه هذه ، ورضي من نفسه بالمعرفة والقول ؛ لم يكن مؤمنا ، ولم ينفعه المعرفة والقول ، وكان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه. والله أعلم