الخميس 17 شوال 1445 هـ
25 ابريل 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165      

تفسير سورة الأنفال (45-49)

تفسير سورة الأنفال (45-49)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً} أي: جماعة كافرة للقتال {فَاثْبُتُوا} لقتالهم ولا تنهزموا {وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا} أي: ادعوا الله بالنصر عليهم والظفر بهم {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي: كي تنجحوا فتظفروا بعدوكم، ويرزقكم الله النصر والظفر عليهم.

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) }

{وَأَطِيعُوا} أيها المؤمنون {اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فيما أمركم به ونهاكم عنه، ولا تخالفوهما في شيء {وَلَا تَنَازَعُوا} ولا تختلفوا فتفرقوا وتختلف قلوبكم {فَتَفْشَلُوا} أي: فتجبنوا وتضعفوا {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} قوتكم {وَاصْبِرُوا} اصبروا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم عند لقاء عدوكم، ولا تنهزموا عنه وتتركوه {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} يقول تعالى: اصبروا فإني معكم إذا فعلتم ذلك.
كتب عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا العدو، انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا فقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ» متفق عليه.

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)}

{وَلَا تَكُونُوا} أيها المؤمنون {كَـ} المشركين {الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} مكة {بَطَرًا} كبراً {وَرِئَاءَ النَّاسِ} ومراءاة للناس، أي كي يرى الناس عمله {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ويمنعون الناس من الدخول في دين الله {وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} فلا يغيب عنه شيء.

قال قتادة: "كَانَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ الَّذِينَ قَاتَلُوا نَبِيَّ اللَّهِ يَوْمَ بَدْرٍ، خَرَجُوا وَلَهُمْ بَغْي وَفَخْرٌ، وَقَدْ قِيلَ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ: "ارْجِعُوا فَقَدِ انْطَلَقَتْ عِيرُكُمْ وَقَدْ ظَفِرْتُمْ" قَالُوا: "لَا وَاللَّهِ حَتَّى يَتَحَدَّثَ أَهْلُ الْحِجَازِ بِمَسِيرِنَا وَعَدَدِنَا".

وقال ابن إسحاق: أَيْ: لَا تَكُونُوا كَأَبِي جَهْلٍ وَأَصْحَابِهِ، الَّذِينَ قَالُوا: " لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَأْتِيَ بَدْرًا وَنَنْحَرَ بِهَا الْجُزُرَ، وَنَسْقِيَ بِهَا الْخَمْرَ، وَتَعْزِفَ عَلَيْنَا الْقِيَانُ، وَتَسْمَعَ بِنَا الْعَرَبُ، فَلَا يَزَالُونَ يَهَابُونَنَا"، أَيْ لَا يَكُونَنَّ أَمْرُكُمْ رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَلَا الْتِمَاسَ مَا عِنْدَ النَّاسِ، وَأَخْلِصُوا لِلَّهِ النِّيَّةَ وَالْحِسْبَةَ فِي نَصْرِ دِينِكُمْ، وَمُؤَازَرَةِ نَبِيِّكُمْ، أَيْ لَا تَعْمَلُوا إِلَّا لِلَّهِ وَلَا تَطْلُبُوا غَيْرَهُ " . انتهى

{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)}

{وَ} اذكروا أيها المؤمنون {إِذْ زَيَّنَ} حين حَسّن {لَهُمُ} للمشركين {الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ} لهم {لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} أي: مجير لكم من عدوكم وناصركم {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ} أي: التقى الفريقان فريق المؤمنين ومعهم الملائكة، وفريق المشركين ومعهم الشيطان {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ} ولى مدبراً هارباً {وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ} رأى الملائكة الذين جاءوا لنصرة المؤمنين {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ} أن يهلكني.

{وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} فلا يقدر أحد على تحمل عقابه.

{إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (49)}

اذكروا {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} شك في الإسلام {غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} يعني: المؤمنون خدعهم دينهم، فمع قلة عددهم وكثرة عدد عدوهم ظنوا أنهم سينتصرون بدينهم {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} أي: ومن يُسلِم أمره إلى الله، ويثق به ويعتمد عليه {فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} لا يغلبه شيء ولا يقهره أحد؛ فهو حافظ من يتوكل عليه وناصره؛ لأنه عزيز { حَكِيمٌ } في تدبيره، لا يدخل تدبيرَه خلل.
قال الطبري رحمه الله: وأما قوله: {ومن يتوكل على الله} فإن معناه: ومن يسلم أمره إلى الله ويثق به ويرض بقضائه، فإن الله حافظه وناصره؛ لأنه عزيز لا يغلبه شيء ولا يقهره أحد، فجَاره منيع ومن يتوكل عليه يَكفِه. وهذا أمر من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسول الله وغيرهم أن يُفَوِّضُوا أمرهم إليه وَيُسْلِمُوا لقضائه، كيما يكفيهم أعداءهم، ولا يستذلهم من ناوأهم؛ لأنه عزيز غير مغلوب، فجاره غير مقهور. {حكيم} يقول: هو فيما يدبر من أمر خلقه حكيم لا يدخل تدبيره خلل. نتهى

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 14 رمضان 1444
عدد المشاهدات 263
عدد التحميلات 4
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق