الجمعة 20 رمضان 1445 هـ
29 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

تفسير سورة النساء 144-147

تفسير سورة النساء 144-147

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) }

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} نهى الله المؤمنين عن موالاة الكفار، أي عن محبتهم ونصرتهم كما يفعل المنافقون، وقال: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} أي حجة بينة في عذابكم، أي أتريدون أن تجعلوا لله عليكم حجة بينة في عذابكم، بحيث لا يبقى لكم عذر عنده؟!

قال ابن كثير: ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، يعني مصاحبتهم ومصادقتهم، ومناصحتهم وإسرار المودة إليهم، وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة إليهم. انتهى

ثم ذكر منازل المنافقين، فقال جل ذكره:

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)}

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} إن المنافقين في الطبق الأسفل من أطباق جهنم، وكل طبق من أطباق جهنم درك، أي يوم القيامة جزاء على كفرهم الغليظ {وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} ناصراً ينصرهم فيمنع عنهم العذاب.

{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) }

{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} من النفاق، وآمنوا بالله ورسوله وبما جاء به من عند الله {وَأَصْلَحُوا} عملهم {وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ} وتمسكوا بعهد بالله وميثاقه، فأطاعوا الله وتركوا معصيته واتبعوا شرعه {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ} وأخلصوا طاعتهم وأعمالهم التي يعملونها لله، فآمنوا وعمل الطاعات لله، يريدون بذلك رضى الله، ولم يعملوها رئاء الناس، ولا على شك منهم في دينهم {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} يقول: فهؤلاء الذين وصف صفتهم من المنافقين، بعد توبتهم وإصلاحهم واعتصامهم بالله وإخلاصهم له؛ مع المؤمنين في الجنة يوم القيامة، لا مع المنافقين الذي ماتوا على نفاقهم {وَسَوْفَ يُؤْتِ} يعطي {اللهُ الْمُؤْمِنِينَ} في الآخرة {أَجْرًا عَظِيمًا} يعني: الجنة.

{مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)}

{مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ} أي: إن شكرتم نعمه فاعترفتم بها وأطعتموه فيها {وَآمَنْتُمْ} به، فيه تقديم وتأخير، تقديره: إن آمنتم وشكرتم، لأن الشكر لا ينفع مع عدم الإيمان، وهذا استفهام بمعنى التقرير، معناه إنه لا يعذب المؤمن الشاكر، فإن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه.

فإن أنتم آمنتم وشكرتم له على نعمه وأطعتموه في أمره ونهيه، فلا حاجة به إلى تعذيبكم، بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعة له وشكر، بمجازاتكم على ذلك {وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا} الشكر من الله تعالى لعباده، هو إثابتهم على الطاعة، ومضاعفة الأجر لهم {عَلِيمًا} بما تعملون من خير وشر، وصالح وطالح، وسيجازيكم عليه يوم القيامة، المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
الاثنين 12 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 158
عدد التحميلات 7
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق