الخميس 19 رمضان 1445 هـ
28 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

تفسير سورة آل عمران 116-118

تفسير سورة آل عمران 116-118

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116)}

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا} أي: لا تدفع عنهم العذاب أموالهم بالفدية، ولا أولادهم بالنصرة من الله شيئاً، وخصهما بالذكر؛ لأن الإنسان يدفع عن نفسه الشر تارة بفداء المال، يدفع المال كي يتخلص من الشر، وتارة بالاستعانة بالأولاد، وكلاهما لن يدفعوا عن الكفار عذاب الله {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} جعلهم من أصحابها لأنهم أهلها لا يخرجون منها ولا يفارقونها، كصاحب الرجل لا يفارقه {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صحبتهم إياها صحبة لا انقطاع لها، وهذا تأكيد للصحبة الدائمة وعدم الانقطاع.

{مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)}

{ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ} أي شبه ما يتصدق به الكافر من ماله {فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } يعني جميع نفقات الكفار في الدنيا وصدقاتهم {كَمَثَلِ} كشبه {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } أي فيها برد شديد { أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ } زرع قوم { ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } بارتكابهم الكفر، والمعاصي، ومنع حق الله تعالى { فَأَهْلَكَتْهُ } فمعنى الآية: مثل نفقات الكفار وذهابها وقت الحاجة إليها كمثل زرع أصابته ريح باردة فأهلكته فلم ينتفع أصحابه منه بشيء، وكذلك الكافر لا ينتفع بشيء من صدقاته ونفقاته مع كفره {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ} بإحباط عملهم وإبطال أجورهم {وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بالكفر والمعاصي، وقد بين لهم بالأدلة القاطعة أنه لا يقبل عملا من عامل إلا مع إخلاص التوحيد له، والإقرار بنبوة أنبيائه، وتصديق ما جاءوهم به، ولكنهم أبوا إلا الكفر.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)}

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً} بطانة الرجل: خاصته، أي الأصحاب المقربون منه، الذين يعلمون أسراره، ويستشيرهم في أمره، سماهم بطانة تشبيهاً لهم ببطانة الثوب التي تلي بطنه؛ لأنهم يستبطنون أمره ويطلعون منه على ما لا يطلع عليه غيرهم {مِنْ دُونِكُمْ } من غير المسلمين، أي: لا تتخذوا أولياءً وأصحاباً أصفياءَ من غير أهل دينكم.

ثم بين العلة في النهي عن مباطنتهم فقال جل ذكره: { لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا } أي هؤلاء الذين هم من غير ملتكم، لا يقصرون ولا يتركون جُهدَهم في إدخال الشر والفساد عليكم، والخبال: الشر والفساد {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} أي يودون عنتكم، أي يتمنون لكم ما يشق عليكم من الضرر والشر والهلاك، والعنت: المشقة { قَدْ بَدَتِ} أي ظهرت {الْبَغْضَاءُ} أي: البغض، معناه ظهرت أمارة العداوة { مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} بالشتيمة والوقيعة في المسلمين، وقيل: بإِطلاع المشركين على أسرار المسلمين { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ} من العداوة والغيظ {أَكْبَرُ } أعظم مما قد بدا لكم بألسنتهم { قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ} أيها المؤمنون {الْآيَاتِ} أي العبر، أي قد بينا لكم أيها المؤمنون من أمر هؤلاء الكفار الذين نهيناكم أن تتخذوهم بطانة من دون المؤمنين؛ ما تعتبرون وتتعظون به من أمرهم {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } يعني إن كنتم تعقلون مواعظ الله وأمره ونهيه، وتعرفون نفع ذلك لكم، وكم يعود عليكم بالخير.

التعليقات عدد التعليقات (0)

اضافة تعليق
قائمة الخيارات
0 [0 %]
السبت 10 ذو القعدة 1442
عدد المشاهدات 152
عدد التحميلات 5
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق