الجمعة 20 رمضان 1445 هـ
29 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

الآيات 75-77 من سورة البقرة

تفسير سورة البقرة 75-76

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}

{أفتطعمون} يا أصحاب محمد، أي أفترجون؟ "الطمع" معناه الرجاء المقرون بالرغبة الأكيدة؛ يعني: أنتم ترجون مع رغبة؛ لأن الذي يرجو الشيء مع الرغبة الأكيدة فيه يقال: طمع فيه، أفتطمعون يا معشر المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم والمصدقين ما جاءكم به من عند الله {أن يؤمن لكم} يهود بني إسرائيل، و "الإيمان" هنا بمعنى التصديق؛ أي أن يُصَدِّقوا لكم؛ ويحتمل أن يكون بمعنى الانقياد، والاستسلام لكم؛ أفتطمعون بإيمانهم؟! هذا أمر بعيد أن يحصل؛ لقوله تعالى: {وقد كان فريق منهم ..} الفريق بمعنى الطائفة، و{منهم} أي من بني إسرائيل، وهذه الطائفة منهم هم علماؤهم، والدين يضيع بفساد العلماء، ولكن هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم بحمد الله قد عصمها الله من الضلال كلها، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين" فلابد أن يوجد فيها علماء على الحق متبعون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والقرآن محفوظ من التحريف، ولكن علماء السوء الذين فيهم شبه بعلماء اليهود فعلوا كفعل اليهود في كتابهم، يحرفون معناه بما يتوافق مع أهوائهم، فاحذروا من هؤلاء، ولا تقرؤوا لغير أهل السنة المتمسكين بتفسير السلف ولا يخرجون عنه، فأهل الضلال عندهم من الشبه ما يجعلونك تشك بالمسلمات من أمر دينك فلا تسلم سمعك لهم فتعرض دينك للخطر، فكم من أناس كانوا على السنة فضلوا بسبب مجالسة أهل البدع والسماع لشبهاتهم، منهم من ضل وصار مبتدعا، ومنهم من كفر. وهذه نتيجة معلومة لمن يخالف توجيهات السلف ونصائهم.

{يسمعون كلام الله} التوراة {ثم يحرِّفونه} ثم يبدلون معناه، وتأويله: ويغيرونه. وأصله من انحراف الشيء عن جهته، وهو ميله عنها إلى غيرها {من بعد ما عقلوه} أي من بعد ما فهموها، وعرفوا معناها، ولم تشكل عليهم؛ ومن ذلك تحريفهم إياها في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومبعثه، وقولهم: إنه الرسول المنتظر. وليس هذا الرسول.

انظروا إلى علماء السنة وكيف يتقيدون بفهم السلف، هنا الشيخ ابن عثيمين ذكر قولين للسلف في تفسير كلام الله في هذه الآية، وليس منهما القرآن، وهو يميل إلى أنه القرآن لكنه لم يقل به لأنه لم يجد أحدا من السلف قال به.

بهذه الطريقة يبقى الدين محفوظا من التغيير والانحراف. والحمد لله على توفيقه.

{وهم يعلمون} أي يعلمون أنهم يحرفون الكلم أي كلام الله عزّ وجلّ، ويعلمون أن التحريف محرم؛ فتعدوا الحدود، وحرفوا كلام الله عزّ وجلّ، وارتكبوا الإثم عن بصيرة.

{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}

{وإذا لقوا} يعني اليهود؛ أي إذا قابلوا، واجتمعوا بـ {الذين آمنوا} أي آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم {قالوا} أي بألسنتهم {آمنا} أي دخلنا في الإيمان كإيمانكم، وآمنا بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا إذا لقوا المؤمنين؛ و {إذا خلا بعضهم إلى بعض} أي إذا رجع بعضهم إلى بعض، وانفرد به قال بعضهم لبعض: {أتحدثونهم} : الاستفهام هنا للإنكار، والتعجب؛ والضمير الهاء يعود على المؤمنين بالرسول صلى الله عليه وسلم، يعني يقول اليهود بعضهم لبعض إذا اجتمعوا: كيف تحدثون المؤمنين بالله ورسوله {بما فتح الله عليكم} أي من العلم بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو العالية: يعني بما أنزل عليكم في كتابكم من محمد صلى الله عليه وسلم.

{ليحاجوكم به عند ربكم} اللام للعاقبة. أي إن ما حدثتموهم به ستكون عاقبته أن يحاجوكم به عند ربكم، أي يخاصموكم، يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحتجوا بقولكم، فيقولوا: قد أقررتم أنه نبي حق في كتابكم ثم لا تتبعونه.

{أفلا تعقلون}: الهمزة للاستفهام؛ والمراد به التوبيخ؛ يعني: أين عقولكم؟! أنتم إذا حدثتموهم بهذا، وقلتم: إن هذا الذي بُعث حق، وأنه نبي يحاجونكم به عند الله يوم القيامة.

{أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}

{أولا يعلمون} هؤلاء اليهود، وهذا الاستفهام للتوبيخ والإنكار عليهم {أن الله، يعلم ما يسرون} ما يسرونه في أنفسهم أو ما يسرونه بينهم ولا يطلعون عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم {وما يعلنون} أي ما يظهرونه؛ فالله سبحانه وتعالى يعلم هذا، وهذا؛ ولا يخفى عليه شيء؛ والمعنى: كيف يؤنب بعضهم بعضاً بهذا الأمر؟! وهم لو جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، وأنكروا نبوَّته، ولم يؤمنوا، ولم يعترفوا بما فتح الله عليهم؛ فإن الله تعالى لا يخفى عليه الأمر؟! فسواء أقروا، أو لم يقروا عند الصحابة أن الرسول حق؛ فإن الله تعالى عالم بهم.

قائمة الخيارات
0 [0 %]
الجمعة 12 رجب 1441
عدد المشاهدات 690
عدد التحميلات 69
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق