الخميس 17 شوال 1445 هـ
25 ابريل 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-49، كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين.   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (124-129)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (117-123)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (111-116)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (107-110)   تفسير القرآن: تفسير سورة التوبة (97-106)   تفسير القرآن: ‌‌تفسير سورة التوبة 94-96   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-48، كتاب الوضوء، الحديث 170و171و172و173و174و175   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165      

ومن ولائد الإخوانية، السرورية والقطبيين

ومن ولائد الإخوانية، السرورية والقطبيين
فصل من كتاب العلامة احمد النجمي المورد العذب الزلال ، قال رحمه الله :
وهما فرقتان أو حزبان انفصلتا من الإخوانيين فالسرورية تنسب إلى محمد سرور بن نايف زين العابدين الذي هو الآن مقيم في مدينة لندن ويصدر مجلة تسمى مجلة السنة وأمامي الآن مقال مطول بعنوان السرورية كتبه هو بنفسه وهاجم فيه الإخوانية بعد أن عمل فيها عشر سنين كما ذكر()قال فيه بعد رحلة في هذه الجماعة استمرت عشرة أعوام: ((هيأ الله لي أجواء علمت من خلالها أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون من خلال عقيدة ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم ولم تكن الجماعة التي أنتسب إليها كذلك وكنت أحاول التوفيق بين قناعاتي الجديدة ووضعي في هذه الجماعة ولكن هيهات فالمسافة بعيدة والخرق يتسع، صحيح أن الجماعة في المنطقة التي أقيم فيها ليس فيها أشاعرة أو متصوفة أو معتزلة ولكن هذا الصنف موجود في أماكن أخرى وبينهم مسئولون من كبار أهل الحل والعقد في إطار بلاد الشام أو في إطار البلدان العربية وهؤلاء عند منتسبي الجماعة ثقات وغير مسموح بنقدهم أو تجريحهم لأن الأصل في توثيقهم انتمائهم لهذه الجماعة وليس الأصل منهاجهم وتصوراتهم التي يدعون إليها وهذا العمل الحزبي يجعل الفرد المنتمي إلى هذه الجماعة يشعر بأن فلانا الصوفي أقرب إليه مرات ومرات من فلان السلفي لسبب بسيط جداً فالأول من الجماعة والثاني مستقل ولا ينتمي لأية جماعة.
لقد سئمت من سياسة التجميع على أساس غير سليم وصرت أعتقد فشل سياسة وتخطيط هذا الخليط من الخلائق وإن زعموا أنهم من النصر قاب قوسين أو أدنى ومللت ترداد من حولي (ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).
كيف يعذر بعضنا بعضا في اختلاف التضاد وهذا الاعذار يعني أنه لا فرق يستحق الذكر بين السلفيين وأهل الاعتزال وغيرهم من أهل البدع والخرافات، إن الغوغائية هي التي تجعل هؤلاء الناس يرددون هذه المقولة، وعندما يتحررون من الغوغائية والسطحية سوف يشعرون بخطر هذا الشعار....
وفضلا عن هذا وذاك لم أجد مسوغا لتقديم قول قادة هذه الجماعة على كل قول وإن كان هذا القول شرعيا وعليه أدلة واضحة من الكتاب والسنة حاولوا تأويل هذه النصوص حتى لا تتعارض مع أقوال القادة... وهذه هي مشكلة الأتباع يغالون في حب قادتهم ويزداد هذا الغلو مع مرور الزمن وقلة العلماء العاملين واندراس العلم.
2- كنت صغيرا عندما انتسبت إلى هذه الجماعة وكنت أفتقد الحد الأدنى من العلوم الشرعية التي تمكنني من معرفة حدود الطاعة ولهذا فقد كنا نخضع لمزاجية المسئول عنا....
كان يأمرنا بأن نقاطع فلانا لأنه انحرف عن خط الجماعة وكنا نستجيب له؛ لأنا نعتقد أن طاعة هذا المسئول طاعة لله ولرسوله، وهو أي المسئول الذي علمنا هذا الاعتقاد، وكنا نعلم بطريقة أو بأخرى أن هذا الأخ الذي قاطعناه لم ينحرف عن خط الجماعة ولم يتخل عنها أو يناصبها العداء، ولكنه اختلف اختلافا شخصيا مع صاحبنا الذي أمرنا بمقاطعته، وكنا في هذه الحالة نبحث عن أعذار للمسئول عنا فإن لم نجد أوهمنا أنفسنا بان الجماعة على خير ما يرام ويجب أن لا نشتغل بما لا يعنينا...))أهـ
وبعد هذا الهجوم العنيف والنقد اللاذع الذي سمعناه إلا أنه هجوم في محله ونقد أصاب المقاتل من جماعة الإخوان لأنه صدر عن رجل عاش في هذه الجماعة عشر سنوات عرف خلالها أشياء كثيرة من الأخطاء وكلّ ما انتقده يؤيد ما لاحظه أهل العلم على هذا المنهج ودونته في ملاحظاتي السابقة:
فأول ما انتقده هو ذلك الخليط من البشر بين قناعات متباينة وعقائد متضادة واتجاهات مختلفة مما لا يستسيغه عقل ولا يقره شرع.
وثانياً: قوله ((وهذا العمل الحزبي يجعل فلانا الصوفي أقرب إليه مرات ومرات من فلان السلفي لسبب بسيط جدا فالأول من الجماعة والثاني مستقل)) ويتبين من هذا شؤم الحزبية وأنها توجب على صاحبها أن يتولى من يجب بغضه وعداوته ويبغض من يجب حبه وموالاته لا لشيئ سوى أن الأول من أهل هذا الحزب والثاني من خارجه.
ثالثاً:قوله ((سئمت من ترداد من حولي (ويعذر بعضنا بعضا) فيما اختلفنا فيه)) وقد أنكر هذا التعبير الباطل الذي يتنافى مع أعظم الأسس في دين الإسلام قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله...} () وقال تعالى:{قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءآء منكم ومما تعبدون من دون الله...}الآية().
رابعاً: ذكر أن الغوغائية هي التي تجعل هؤلاء الناس يرددون هذه العبارة بدون تفكير ولا تأمل لما ورائها من نتائج سيئة.
خامساً: قوله: ((وفضلا عن هذا وذاك لم أجد مسوغا لتقديم قول قادة هذه الجماعة على كل قول)) وذلك أنه لمس أن أصحاب الحزب يقدمون أقوال قادتهم حتى ولو خالفت النصوص الشرعية وأنهم حينئذ يتأولون النصوص لتوافق أقوال أئمتهم.
سادساً: تعظيم التابعين للمتبوعين ومغالاتهم في حبهم يؤدي بهم إلى أنهم يرفعونهم فوق منزلتهم ويعطونهم ما ليس لهم ويتخذونهم مشرعين من دون الله.
سابعاً: استنكر أيضا تحكم القادة في حريات من تحت أيديهم فيأمرهم القائد أن يقاطعوا فلانا لأنه انحرف عن خط الجماعة حتى ولو لم يكن منه انحراف ولكن مجرد هوى.
ثامناً: ويستنتج من هذا دليل على صحة ما قلناه من أنهم يحذرون ممن لم يكن معهم يوما من الدهر من العلماء لا لشيئ سوى أنه ليس من جماعة الحزب.
تاسعاً: إيمانهم بالنظام الديمقراطي الغربي في الاستفتاء وأن من أخذ أصواتا أكثر كانت له الشرعية في نظرهم حتى ولو زاد صوتا واحداً أو صوتين واعتقادهم أن هذا يوجب الشرعية!! فما هي الشرعية التي اكتسبها بذلك؟.
عاشراً: أن الرئيس الذي يصل إلى سدة الرئاسة يصبح دكتاتوراً متسلطاً يفصل من يشاء ويعين من يشاء لا من أجل المصلحة ولكن من أجل الهوى وإذا قال قولا وجب على الأعضاء أن يرفعوا أيديهم بالموافقة سواء كان حقا أو باطلا والويل لمن خالف أو رفع رأسه مستنكرا وقد يحدث التخاصم وتبادل التهم وتنفصل عن الجماعة جماعة أخرى إلى آخر ما ذكر.
قلت: وفي هذا دليل لما قررته سابقا من أن الحزبية مثل الجرثومة تنقسم وكل قسم من القسمين ينقسم وهكذا دواليك.
ثم أخبر أنه قرر انفصاله عن الجماعة لما عرف عندهم من السلبيات التي ذكر وغيرها ثم قال: ((بعد انفصالي عن الجماعة وضعت لنفسي ثوابت ومنطلقات محددة لا أحيد عنها ولا أستبدلها بغيرها وها قد مضى على مسيرتي في الطريق الجديد أكثر من عشرين عاما ومرور هذه الأيام زادني قناعة واستمساكا بهذه الثوابت ومن هذه الثوابت ما يلي:
أولاً: أصبح الأصل عندي الالتزام بعقيدة ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
ثانياً: لم يعد العمل الإسلامي عندي ((دعوة سلفية)) و((حقيقة صوفية)) لأن مثل هذا الخليط لا يصلح أساسا لوحدة العمل الإسلامي ولا يؤدي إلا إلى الخصومة والفرقة والتناحر.
ثالثاً: أن العمل الإسلامي لم يعد شعارا يردده البعض دون تدبر لمعناه كقول القائلين: ((ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)) فإني لا أعذر من كان اختلافي معه اختلاف تضاد.
رابعاً: ولم يعد عقلي يتصور وجود جماعة واحدة فيها السلفي والصوفي والأشعري والخارجي() ودعاة الاعتزال والعقلانية وغير ذلك من العقائد والاتجاهات المختلفة المتباينة.
خامساً: وعندما نقول أن الأصل عندنا الإلتزام بعقيدة ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم فإنما نقصد به رجال خير القرون المفضلة وليست السلفية عندنا تقليد رجل من الرجال المعاصرين في كل ما يقوله ويفتي به فمثل هذا النوع من التقليد نعتبره لونا من ألوان الحزبية الضيقة وشكلا من أشكال التعصب المذهبي المذموم والعالم مهما علا شأنه وعم فضله وعلمه لابد أن نأخذ من قوله ونرد.
سادساً: ليس لعملي هذا تسمية معينة لسببين:
1 ـ نحن جزء من اهل السنة والجماعة ونعمل من أجل عودة الجميع إلى هذا الكيان الكبير وكلما ذكرنا أهل السنة والجماعة فإنما نقصد به ما كان عليه سلف الأمة الأخيار...إلخ.
2 ـ رأيت كثيرا من الأحزاب والجماعات الإسلامية يتعصبون للاسم الذي أطلقوه على أنفسهم ويصبح هذا الإسم شعارا يميزهم عن غيرهم إلى أن قال وإذا كان الأمر كذلك فمن أين أتى الظالمون باسم السرورية وفي أي مصنع من مصانع كذبهم لفقوا هذا الإسم))أهـ() ما أردت نقله من مقاله بتصرف.
وعلى هذا فإن كلام محمد سرور زين العابدين في نقده للمنهج الإخواني في محله وهو نقد في الصميم ومن قال كلمة الحق يجب أن يقال له: صدقت. وأما قوله بانه في منهجه الجديد أخذ بالمنهج السلفي فهذا فيه نظر فإنه إن سلم له هذا في أشياء كأن يكون قد أخذ بالمنهج السلفي في الأسماء والصفات والولاء والبراء وهذا حسب ما يظهر من كتابته هذه أما التفصيل والطريقة في المجال العملي فهذا شيء لا أعلمه وأسأل الله أن يوفقه ويوفق جميع الدعاة إلى السير على النهج الصحيح وأخذه بحذافيره. إلا أني ألاحظ على الشيخ عدم تصريحه بالبدأ بتوحيد الألوهية الذي بدأت به الرسل صلواة الله وسلامه عليهم كما أخبر الله عز وجل عنهم بقوله {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون }()
ثانياً: الذي ظهر لنا وبلغنا عن الفرقة التي تسمى بالسرورية بقطع النظر عن كونه هو الذي سماها بهذا الاسم أو هي سمت نفسها أو سماها بهذا الاسم بعض القادة فيها فكل ذلك جائز وإنما الذي يهمنا هو العمل فهل كانت هذه الفرقة كما قال مؤسسها أنها على المنهج السلفي تماماً أم أنهم تنكروا له وتنكبوه في بعض الأمور التي تعتبر من الصميم هذا ما سنراه في السؤال الآتي:-
كتب لي سائل ما فقال: فضيلة الشيخ أسأل الله أن يشرح صدرك للحق، إنني ولله الحمد هداني الله إلى الصواب ولكن مع استقامتي هذه وجدت مجموعات سرية تقوم بأنشطة سرية وبرامج فكرية معاصرة وهي عبارة عن سلسلة من الحلقات السرية حتى المسؤول عنا لا نعرف من يقوم بتوجيهه وهي تقوم بسب ولعن الحكام والبحث في الواقع أكثر من طلب العلم الشرعي ويقولون أن الذي يفقه الواقع أفضل من علماء هذا الزمن، وهم يتلقون تربيتهم من بعض المعاصرين الفكريين وصلتهم بالسلف الصالح والأئمة قليلة جداً بدعوى أن هذا العصر لا يصلح إلا لهذه الفكرة وهذه المجموعة تسمى (السرورية) أو (القطبيين) وأنا منتظم فيها ولي فيها أربع سنوات ووالله لم أستفد أي شيء فما هي نصيحة والدي الغالي فأنقذني من هذا الأمر بالنصيحة الفاضلة؟.
وقد أجبته بما يلي:-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد فإن هذه المجموعات السرية مجموعات مبتدعة ويتضح ذلك من الأمور الآتية:-
أولا: السرية والتكتم في دعوتهم بدون حاجة إليه فالدولة مسلمة() تؤيد الدعوة وتعين عليها وتضع مرتبات لأهلها والمجتمع مسلم يؤيد كل دعوة اصلاحية ويتظافر معها فما هو الداعي للسرية إلا أنهم عندهم في دعوتهم أموراً غير تعليم الأحكام الشرعية يريدون التكتم عليها حتى يصلوا إلى مآربهم.
ثانياً: الحزبية والتنظيم الذي يفرق الأمة ويجعلها فرقاً متعادية يبغض بعضها بعضاً ويتنكر بعضها لبعض فكل حزب يرى أن الحق ما هو عليه دون غيره فيتعاطفون ويتناصرون فيما بينهم بيد انهم لا يفعلون ذلك مع غير حزبهم وهذه بدعة تشطر الأمة وتفرقها رغم أن الأمة واحدة حسب التوجيه القرآني الكريم قال تعالى {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}()
ثالثاً: من بدعهم الإمارة في الحضر وهذه بدعة يستعبدون بها الأحرار فلا يتحرك أحد ممن انتظموا في حزبهم إلا بعد إذن أميره، علماً بأن هذا لم يطلبه رسول الله r من أصحابه ولا أمر الله عز وجل عباده بذلك أي بأن لا يتحركوا إلا بعد استئذان نبيهم إلا إذا كانوا معه على أمر جامع كالغزو مثلا قال تعالى {وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه} () أما بدون ذلك فكل منهم يذهب لحاجته لا يحتاج أن يستأذن النبيr وإن هؤلاء القوم يلزمون الناس بما لم يلزمهم به الله ولا رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
رابعاً: من بدعهم وجرائمهم لعن الحكام وسبهم والتزهيد فيهم وعدم اعتبارهم ولاة تجب طاعتهم() وهذا خلاف ما أمر به رسول اللهr حيث يقول (اسمع واطع وإن ضرب ظهرك واخذ مالك) () فمن منا اليوم ضرب ظهره بدون حق أو أخذ ماله بدون حق إن دولتنا ولله الحمد تعطينا ولا تأخذ منا بل نحن في أمن ورغد عيش تغبطنا عليه جميع الأمم، فما هو الداعي للعن ولاة الأمور وسبهم؟، أما المنكرات فهي قد وقعت في أبهى العصور وأفضلها كعصر الخلفاء الراشدين وعصر بني أمية وأول دولة بني العباس التي هي العصور المفضلة فاقرأوا التاريخ وانظروا ما تجدون فيه في زمن السلف الصالح والأئمة المتبوعين كالإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل ولما وصف النبي r لأصحابه ولاة الجور قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة) (). وفي حديث أخر (قال لا إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) ().
وإن دولتنا ولله الحمد تقيم الصلاة وتقيم الحدود وتحكم شرع الله وتحكم به في محاكمها وتشجع على العلم وتعين عليه وتعين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقدرصدت له موازنة وللدعوة والدعاة فهي لا زالت والحمد لله بخير.
فقل لمن يلعن الحكام السعوديين في هذا البلد لينظر في حكام المعمورة أجمع هل يجد مثل الحكام السعوديين بل إن الفرق كبير والبون شاسع فليتق الله هؤلاء وليعودوا إلى رشدهم قبل أن يعاقبهم الله ونحن لا نقول إن الحكام في هذا البلد معصومون من الخطأ أو أنهم ملائكة لا يخطئون فكل بشر يخطئ ولابد ولكن ذلك لا يوجب سباً ولا لعناً ولا خروجاً عن الطاعة ما داموا ملتزمين بالشرع في أغلب أمورهم على أنفسهم وعلى من تحت أيديهم.
خامساً: أما فقه الواقع الذي ما زال هؤلاء يشقشقون به ويطنطنون فنحن نقول لهؤلاء إن كنتم تريدون بفقه الواقع ما تترتب عليه الأحكام الشرعية وتتبين به الفتوى مما يكون مناطا للحكم أو سببا له أو وسيلة إليه فإن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وابن عثيمين وابن فوزان والغديان واللحيدان، والأطرم، وعبدالعزيز آل الشيخ . وغيرهم من القضاة أو المفتين لم يصدروا الحكم أو الفتوى إلا بعد أن يعرفوا الواقع الذي يحيط بها أو يؤثر فيها وإن كنتم تريدون بفقه الواقع الاطلاع على أسرار الدول وأخبار أهل العصر مما يكتب في الجرائد والمجلات أو تتناقله وسائل الإعلام أو يستنتجه المحللون السياسيون أو غير ذلك فإن لأهل العلم شغلا بأعمالهم التي نيطت بهم وأوكلت إليهم من الفتوى والتدريس والدعوة إلى الله عزّ وجلّ ما لا يتسع معه لشيئ آخر مع أنهم لهم قدرة محدودة وهذا من خصائص وزارة الدفاع في كل بلد أي التنبه لمكائد الأعداء ومخططاتهم والاعداد لكل أمر بما يناسبه.
وأخيراً: فإني انصحك بأن تبتعد عنهم وتهرب منهم بعد أن تقرأ عليهم هذه الإجابة المختصرة فإن أطاعوك ورجعوا وإلا فابتعد عنهم وعن مجالستهم والسلام وأخيرا فمن هذا يتبين أن السرورية وليدة الإخوانية وتحذوا حذوها في سب الحكام ولعنهم وإن ادعى مؤسسها أنه على المنهج السلفي إلا أن واقع السرورية الذي علمناه خلاف ذلك ولست أقطع بأن هذه الجماعة تابعة له إلا أن الإسم يدل على المسمى وكونه يقول أنه لم يسم جماعته بهذا الإسم فلعله سماها بهذا الإسم بعض أتباعه() وقد قال النبي r: (ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي ولا ينزعن يدا من طاعة) فما كان سب الحكام المسلمين ولعنهم من منهج السلف الصالح ولا من طريقهم ولا يمت إلى منهجهم بصلة وإنما هو منهج الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة.
أما القطبيون : فهم قوم درسوا كتب سيد قطب وتابعوه في كل ما قاله واعتقده بل وعظموه كل التعظيم مما جعلهم يتخذون كل ما قاله في كتبه حقا وصوابا وإن خالف الأدلة وباين منهج السلف ويتضح ذلك من الثورة الكلامية والإشاعات الإعلامية التي أشاعوها ضد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حين رد على سيد قطب في بعض الأخطاء الاعتقادية الفظيعة وجعلوه متجنيا عليه وظالما له ولم يحملهم الإنصاف أن يعودوا إلى تلك الأماكن والأرقام التي أشار ربيع في كتابه إليها كالنيل من نبي الله موسى عليه السلام والتحامل على عثمان رضي الله عنه وإسقاط خلافته من بين خلافة الخلفاء الراشدين وجعلها فجوة بينها، ونيله من باقي الصحابة وجهله بتوحيد الألوهية وسلوكه مذهب الأشاعرة في تأويل الصفات وتمييعه لكثير من المسائل العقدية وغير ذلك فالله المستعان.

التعليقات عدد التعليقات (1)

اضافة تعليق
  • محمود الشيخ
    الأردن | 2014-03-10 22:06:33
    جزاكم الله خيراً. وسنبقى لأولئك التكفيريين بالمرصاد محذرين مبدعين هاجرين. وهذا دين تعلمناه من علماءنا الأفاضل، أمثالكم شيخنا.
قائمة الخيارات
36 [2.8 %]
بقلم: أبي الحسن علي الرملي
الخميس 6 جمادة الاولى 1435
عدد المشاهدات 1770
عدد التحميلات 55
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق