الجمعة 20 رمضان 1445 هـ
29 مارس 2024 م
جديد الموقع   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-47، كتاب الوضوء، الحديث 166و167و168و169   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-46، كتاب الوضوء، الحديث 162و163و164و165   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-45، كتاب الوضوء، الحديث 157و158و159و160و161   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-44، كتاب الوضوء، الحديث 155و156   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-43، كتاب الوضوء، الحديث 151و152و153و154   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-42، كتاب الوضوء، الحديث 145و146و147و148و149و150   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-41، كتاب الوضوء، الحديث 142و143و144   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-40، كتاب الوضوء، الحديث 138و139و140و141   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-39، كتاب الوضوء، الحديث 136و137   الصوتيات: شرح صحيح البخاري-38، أول كتاب الوضوء، الحديث 135      

نصيحة حبر الأمة ابن باز

نصيحة ابن باز حبر الأمة وبحرها في هذا العصر لأهل كل مصر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أما بعد : فهذه نصيحة أقدمها لإخواني في الله للتذكير بحقه والدعوة إلى طاعته عملا بقوله تعالى : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } ، وقوله سبحانه : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وقوله سبحانه : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " . رواه مسلم .

وأعظم ما أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال وهي وصية الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في خطب كثيرة : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة " . وحقيقة التقوى فعل ما أوجب الله من الطاعة واجتناب ما حرم الله من المعصية وقد أمر الله بالتقوى ووعد أهلها بتفريج الكروب وتيسير الأمور وغفران السيئات وإعظام الأجر والرزق من حيث لا يحتسبون قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } ، وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ، وقال سبحانه : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا } ، وقال تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } . والآيات في الأمر بالتقوى والحث عليها وبيان ما أعد لأهلها من الخير الكثير كثيرة معلومة .

فالواجب علينا وعليكم أيها الإخوة في الله تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية والشدة والرخاء وذلك بفعل ما أوجب الله عليكم من الصلاة والزكاة وغير ذلك من الطاعات وترك ما حرم الله عليكم من جميع الذنوب والمنكرات فمن فعل ما أوجب الله عليه واجتنب ما نهاه الله عنه رغبة في ثواب الله وحذرا من عقابه فهو من المتقين الموعودين بالنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة .

وأعظم ما يجب على العبد إخلاص العبادة لله وحده وترك الشرك كله كما قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ } ، وقال تعالى : { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ، وقال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } . وهذا معنى لا إله إلا الله ؛ لأن معناها بإجماع أهل العلم لا معبود حق إلا الله كما قال سبحانه في سورة الحج : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} .

فمن صلى لغير الله أو صام لغير الله أو سجد لغير الله أو دعا غير الله كالأموات والأشجار والأحجار ونحو ذلك فقد أشرك بالله وأبطل قول لا إله إلا الله كذلك من ذبح لغير الله كالذين يذبحون للأولياء والجن والزيران تقربا إليهم أو خوفا من شرهم فكل هذا من الشرك الذي حرمه الله وتوعد أهله بالنار كما قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ } . والنسك هو الذبح .

قال تعالى : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } ، وقال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ، وقال تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله من ذبح لغير الله" .

ومن الشرك الأصغر الرياء والحلف بغير الله كالحلف بالكعبة والحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم والحلف بالأمانة وغير ذلك من المخلوقات ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " ، قالوا : يا رسول الله! ما هو ؟ قال : " الرياء " .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " ، متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " رواه أبو داود والترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بإسناد صحيح .

وروى الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من حلف بشيء دون الله فقد أشرك " وقال صلى الله عليه وسلم : " من حلف بالأمانة فليس منا " .

والأحاديث في النهي عن الحلف بغير الله والترهيب من ذلك كثيرة فالواجب على جميع المسلمين الحذر والتحذير من ذلك وتخصيص الله سبحانه بالحلف مع تحري الصدق في ذلك ؛ لأن الحلف تعظيم للمحلوف به والله سبحانه هو المستحق لكل تعظيم وإجلال .

ومن أنواع الشرك الأصغر قول (ما شاء الله وشئت يا فلان) ( وهذا من الله ومنك) ( لولا الله وأنت ) ( ولولا الله وفلان) وهذا كله من الشرك الأصغر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ؛ ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان " .

وقال ابن عباس في قول الرجل لصاحبه (ما شاء الله وشئت) ( ولولا الله وفلان) هذا كله بالله شرك .

وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ، قال: " أجعلتني لله ندا ؟ ما شاء الله وحده ".

فالواجب على كل مسلم أن يتفقه في دينه وأن يحذر الشرك كله قليله وكثيره وصغيره وكبيره وأن يتفقه في الدين ويسأل عما أشكل عليه ؛ لقول الله تعالى { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } ، وقال تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " .

ومن المنكرات الشركية أيضا : السحر والكهانة والتطير وتعليق التمائم سواء كانت من القرآن أو غيره والرقى التي فيها شرك والتي لا يعرف معناها .

وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" اجتنبوا السبع الموبقات " ، قلنا : وما هن يا رسول الله ؟ قال :" الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " .

وروى النسائي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ، ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه " .

وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " .

وروى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين ليلة ".

وقال صلى الله عليه وسلم :" إن الرقى والتمائم والتولة شرك " .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا " .رواه مسلم .

والرقى التي لا يعرف معناها يجب تركها والنهي عنها مخافة أن يكون فيها شرك ، وروى الإمام أحمد رحمه الله عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له " . وفي رواية له : " ومن تعلق تميمة فقد أشرك " .

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الطيرة شرك الطيرة شرك " .

وفي المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " .

قالوا : فما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : " إن تقول اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك " .

والأحاديث في التحذير من الكهانة والسحر والطيرة والترهيب من سؤال الكهان والسحرة وتصديقهم كثيرة فالواجب على المسلم الحذر من هذه المنكرات وإنكارها على من تعاطاها حذرا من عقاب الله وطلبا لثوابه وامتثالا لأمره وامر رسوله صلى الله عليه وسلم .

نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية والتوفيق لما يرضيه وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا وأن يمن علينا بخشيته ومراقبته وأن ينصر دينه ويخذل أعداءه وأن يوفق ولاة أمرنا وسائر أمراء المسلمين لما يرضيه ويصلح بطانتهم وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن آمين .

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

مختصرة من مجموع فتاوى الشيخ ابن باز .

التعليقات عدد التعليقات (5)

اضافة تعليق
  • أبوالحارث زكي المصري
    مصر | 2010-09-24 15:21:22
    رحم الله الامام المجاهد العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء آمين.
  • أم الحارث السلفية الليبية
    ليبيا | 2009-02-10 15:58:19
    رحم الله العلامة الشيخ ابن باز وأسكنه فسيح جناته و بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونسئل الله العلي العظيم أن تكون هذه النصيحة مفاتيحاً للخير ومغاليقاً للشر
  • ام مصعب السلفية
    ليبيا | 2009-02-10 10:10:27
    رحم الله شيخنا حبر هذة الامة ابن باز الذي يشبه الخلاقه ونصحه ومعملاته الرعيل الاول
  • أبو الدحداح الحنبلي
    قطر | 2009-02-09 17:33:07
    رحم الله هذا العلامة الهمام ورفع درجته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وجزاك الله خير ياشيخ علي الرملي خيرالجزاء على هذه الفائده العظيمه خير الجزاء
  • أبوسلمان حسن بن مصطفى لحميدي
    المغرب | 2009-02-09 12:00:57
    نسأل الله أن يجزي شيخنا خير الجزاءعلى ما قدمه للإسلام عامة وعلى هذه الوصية الماتعة النفيسة خاصة
قائمة الخيارات
0 [0 %]
بقلم: أبي الحسن علي الرملي
الاثنين 14 صفر 1430
عدد المشاهدات 3769
عدد التحميلات 78
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الدين القيم © 2008-2014 برمجة وتصميم طريق الآفاق